يعد الأستاذ والباحث حاج ملياني، الذي توفي اليوم الجمعة، جامعيا وباحثا متميزا وناقدا سينمائيا ومسرحيا وأحد أبرز المهتمين بالتراث اللامادي الجزائري والثقافة الشعبية الجزائرية. و يعد حاج ملياني، الأستاذ في اللغة الفرنسية وآدابها بكلية اللغات الأجنبية بجامعة "عبد الحميد ابن باديس" لمستغانم والباحث في مركز البحث في الأنثروبولوجيا الإجتماعية و الثقافية لوهران وعضو المجلس الوطني الاستشاري للتراث، أحد أبرز المهتمين بالتراث اللامادي الجزائري من موسيقى وغناء وشعر وغيرها، حسبما ذكره ل/وأج/ أحد أصدقاء الراحل الصحفي والكاتب بوزيان بن عاشور. إقرأ أيضا: وهران: وفاة الأستاذ الجامعي والباحث الحاج ملياني وكان الفقيد مدير بحث مشارك في مركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية بوهران، حيث قاده شغفه بالتراث الوطني إلى أن يرأس مشروع البحث "التراث غير المادي في الجزائر". ويعد حاج ملياني شخصية فذة جعلت من الدراسة و البحث في التراث اللامادي الجزائري على غرار الموسيقى والشعر والمسرح والحكايات أولوية بهدف التعريف بهذا الإرث الكبير والثري الذي يزخر به الوطن، حيث ترك مؤلفات كثيرة خاصة منها "متغيرات التراث الثقافي الجزائري المادي واللامادي 2018". كما كان دائم الحضور في فعاليات شهر التراث بولاية وهران والأيام الدراسية حول الموروث الثقافي ومن أبرز المساهمين في إعداد ملفات تصنيف أشكال التعابير الثقافية بوهران كالأغنية الوهرانية كان آخرها من أشهر قليلة مساهمته الفعالة رفقة مديرية الثقافة والمركز الوطني للبحث في علوم الإنسان، في إعداد ملفين موجهين لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو". وكان حاج ملياني من الباحثين الأكاديميين القلائل الذين تخصصوا في السنوات الأخيرة في دراسة تاريخ وخبايا موسيقى الراي وجوانبها الثقافية والاجتماعية، وفقا للسيد بن عاشور، الذي ذكر أن للراحل عدة مؤلفات حول هذا الفن أحدها يعتبر مرجعا لدى المختصين في هذا المجال تحت عنوان "مغامرة الراي: موسيقى ومجتمع" و"من المداحين للسينما-المنزل 2010"، كما كانت له مساهمات كثيرة عن هذه الموسيقى خارج الوطن. ويعد أيضا من أوائل منشطي نادي السينما بمتحف السينما بوهران بداية السبعينيات وكان ذو اطلاع واسع على السينما العالمية والجزائرية بصفة خاصة، إذ حرص طوال حياته على متابعة كل جديد في الساحة السينمائية الجزائرية و إبداء آرائه الحادة في العديد من الأحيان، حيث كان ناقدا سينمائيا بامتياز. وترك الفقيد مساهمات ومقالات صحفية هامة حول السينما والمسرح الجزائريين حاول خلالها تسليط الضوء على أهم المواضيع التي تناولتها الإنتاجات السينمائية الجزائرية منها " الموجة الجديدة: هم يصنعون السينما الجزائرية" إضافة إلى إسهاماته حول الفن الرابع الوطني على غرار "عرض تاريخ وتأريخ المسرح الجزائري". كان رجلا شغوفا بالبحث في الأرشيف حيث كان يقضي ساعات طويلة في قسم الأرشيف لجريدة "الجمهورية" الصادرة بوهران بحثا عن اسم أو تاريخ أو حدث معين دون كلل أو ملل وفق بوزيان بن عاشور. يذكر أن الأستاذ الجامعي والباحث في التراث الجزائري حاج ملياني توفي عن عمر ناهز 70 سنة بعد معاناة من المرض. وقد ولد بوهران سنة 1951 وتحصل على شهادة ليسانس من جامعة وهران سنة 1978 فشهادة الدراسات المعمقة في 1982 فالماجستير سنة 1989 من نفس الجامعة لينتقل إلى فرنسا بعدها و يتحصل على شهادة الدكتوراه سنة 1997 من جامعة باريس 13.