رحب وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، عثمان الجرندي، في كلمة بلاده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الاثنين، بنتائج اجتماع دول جوار ليبيا الذي احتضنته الجزائر نهاية أغسطس الماضي، مؤكدا أنه شكل آلية إقليمية لمساعدة ليبيا على تجاوز المرحلة الراهنة. وأعرب الجرندي، عن ترحيب تونس بمخرجات اجتماع دول جوار ليبيا الذي احتضنته الجزائر نهاية أغسطس الماضي، معتبرا أنه شكل "آلية إقليمية محورية من شأنها تعزيز الدور الحيوي لدول الجوار في مساعدة الأشقاء الليبيين على تجاوز هذه المرحلة برعاية الأممالمتحدة وبدعم المجموعة الدولية". وأكد الوزير التونسي، على مواصلة بلاده تقديم الدعم والمساندة لاستكمال المسار السياسي في ليبيا وإنجاز الاستحقاقات السياسية الانتخابية والأمنية المنتظرة. وكان الجرندي، قد أكد خلال لقاء الجمعة الماضية، بنيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، التزام تونس الثابت بمواصلة دعم مسار التسوية السياسية في ليبيا، وشدد على "أهمية مساعدة الليبيين على تجسيد الاستحقاقات المقبلة، خاصة الانتخابات التشريعية والرئاسية المقررة في 24 ديسمبر المقبل". واحتضنت الجزائر على مدى يومين، نهاية أغسطس الماضي، اجتماعا تشاوريا لوزراء خارجية دول جوار ليبيا، ترأسه السيد رمطان لعمامرة، وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج ، بمشاركة وزراء خارجية كل من مصر ، تشاد ، النيجر ،السودان، تونس، ليبيا و الكونغو، وبحضور كل من أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، و يان كوبيش المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا ، و بانكول أديوي مفوض الاتحاد الأفريقي للشؤون السياسية والسلام والأمن. وجرى خلال الاجتماع الذي عقد بمبادرة من الجزائر، استعراض تطورات الأوضاع في ليبيا وانعكاساتها على المنطقة، وتطرق الوزراء إلى السبل والوسائل الكفيلة بتمكينهم من الدعم الفاعل للجهود الجارية تحت رعاية الأممالمتحدة بهدف التوصل إلى دعم المسار السياسي الذي ينهي الخلافات ويحفظ أمن واستقرار جميع دول الجوار. إقرأ أيضا: لعمامرة :الجزائر مستعدة لتمكين الليبيين من تجربتها في مجال المصالحة الوطنية واتفق الوزراء، في بيانهم الختامي، على "ضرورة التنفيذ الفعلي" للأولويات الرئيسية لخارطة الطريق المتفق عليها، وعلى رأسها إجراء الانتخابات في ليبيا في موعدها المقرر، وفقا لقرار مجلس الأمن 2570 ومخرجات مؤتمر (برلين2)، وخارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي، على أن تقوم المؤسسات الليبية المختصة بتمهيد الأرضية القانونية والدستورية لذلك، مؤكدين على ضرورة توحيد المؤسسة العسكرية، وإنجاز المصالحة الوطنية. ودعا المشاركون إلى انسحاب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا، مشددين على الحاجة إلى إشراك دول الجوار "بشكل كامل" في المحادثات، أو المسارات التي يتم إطلاقها في هذا الصدد. كما جددوا التأكيد على الدور المحوري لآلية دول الجوار في دعم المسار الليبي برعاية أممية، وعلى أهمية التشاور في منتدى الحوار السياسي الليبي، والعمل على التنسيق ما بين اللجنة العسكرية المشتركة "5+5" و دول الجوار الليبي بشأن موضوع انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية، لوضع آلية فعالة وعملية بين الجانب الليبي و دول الجوار.