التقى رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، أمس الأربعاء، وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية، السيدة نجلاء المنقوش، التي أطلعته على نتائج اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي، الذي احتضنته الجزائر يومي 30 و31 اوت الماضي. وذكرت الصفحة الرسمية للمجلس الرئاسي الليبي، على موقع "فايسبوك"، أنه خلال لقاء رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، بوزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية، السيدة نجلاء المنقوش، أطلعته هذه الأخيرة "على نتائج اجتماع دول جوار ليبيا الذي انعقد خلال اليومين الماضيين بالعاصمة الجزائرية، كما وضعته في صورة تفاصيل مبادرة استقرار ليبيا، التي تقدمت بها خلال المؤتمر". وأضافت أن اللقاء بين المنفي والمنقوش، تناول كذلك "أوضاع العمل الدبلوماسي في الخارج، والإجراءات التي نفذتها الوزارة لتنظيمه"، كما شكل مناسبة أيضا لطرح "ملف ترشيحات الوزارة لتولي سفراء جدد مهامهم في عدد من السفارات الليبية". وكان المجلس الرئاسي الليبي، قد ثمن عقب اختتام اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي "دور الجزائر الداعم لاستقرار ليبيا". وقالت المتحدثة الرسمية باسم المجلس، نجوى وهيبة، إن "المجلس يثمن الجهود الدبلوماسية الجزائرية، الداعمة للاستقرار الأمني والسياسي في ليبيا، والتي جاءت تتويجا للقاء رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون". وأوضحت نجوى وهيبة، أن المجلس وفي إطار انعقاد اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي، في الجزائر "يؤكد على ضرورة توحيد الرؤى في الملفات المشتركة، والتنسيق مع دول الجوار المشاركة في الاجتماع من أجل دعم الاستقرار، واستدامة السلام في البلاد، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وفق مقررات مؤتمري برلين 1 و 2". وأشارت المتحدثة الى أن "نجاح الجهود الدبلوماسية التي يقودها المجلس الرئاسي، والتي تمثلت أيضا في زيارة عضوا المجلس إلى الجزائر، يونيو الماضي، أثمرت عن هذا الاجتماع الوزاري المهم"، مبرزة أن اجتماع الجزائر هو "تتويج لمشاورات ومباحثات قام بها عضوا المجلس مع جميع الأطراف المحلية والدولية، بهدف العبور بليبيا إلى شاطئ الأمان، وصولا لتحقيق السلام في البلاد". وأعربت نجوى وهيبة، عن أمل المجلس في دعم كل دول الجوار للمبادرة الليبية، في استضافة مؤتمر دولي، وذلك بهدف "تفعيل مبادرة استقرار ليبيا وفق المقررات الدولية والأممية". ويشار الى أن الجزائر احتضنت على مدى يومين، اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي، حيث شدد المشاركون في ختام الاشغال، على "ضرورة التنفيذ الفعلي" للأولويات الرئيسية لخارطة الطريق المتفق عليها، وعلى رأسها إجراء الانتخابات في ليبيا في موعدها المقرر، وفقا لقرار مجلس الأمن 2570 ومخرجات مؤتمر برلين 2، وخارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي، على أن تقوم المؤسسات الليبية المختصة بتمهيد الأرضية القانونية والدستورية لذلك، مؤكدين على ضرورة توحيد المؤسسة العسكرية، وإنجاز المصالحة الوطنية. و دعا المشاركون، إلى انسحاب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة، مشددين على الحاجة إلى إشراك دول الجوار "بشكل كامل" في المحادثات، أو المسارات التي يتم إطلاقها في هذا الصدد. وأكدوا دعمهم للمبادرة الليبية لاستقرار ليبيا لتنفيذ قرارات مجلس الأمن 2570 و2571 ومخرجات برلين (1و2 ) ، وتنسيق الجهود وعقد اجتماعات تشاورية قبل استحقاقات قادمة يدعو لها الجانب الليبي. وترأس الاجتماع الذي انعقد بمبادرة من الجزائر، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد رمطان لعمامرة، بمشاركة وزراء خارجية كل من مصر، سامح شكري، وتشاد، شريف محمد زين، والنيجر، حسومي مسعود، والسودان، مريم الصادق المهدي، وتونس، عثمان الجرندي، وليبيا نجلاء المنقوش، والكونغو، جان كلود غاكوسو. كما حضر أشغال الاجتماع كل من الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، يان كوبيش، ومفوض الاتحاد الأفريقي للشؤون السياسية والسلام والأمن، بانكول أديوي. وحظي الوزراء ورؤساء الوفود باستقبال من قبل السيد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، حيث قدموا له عرضا عن نتائج أشغال هذا الاجتماع الذي تم في أجواء سادتها روح الأخوة والتعاون، وأعربوا له عن تقديرهم البالغ للجهود التي ما فتئت تبذلها الجزائر للمساهمة في إرساء دعائم الحوار بين الأشقاء الليبيين من أجل الوصول إلى حل سياسي يضمن استعادة السلم والأمن والاستقرار في ربوع ليبيا الشقيقة. من جانبه، أسدى السيد رئيس الجمهورية توجيهاته السامية للمشاركين، وحثهم على ضرورة مواصلة الجهود وتكثيف التنسيق والتعاون، لتجسيد ما تم الاتفاق عليه، قصد إنجاح مسار العملية السياسية الجارية في ليبيا.