على غرار كل موسم كروي جديد استغلت أندية الرابطة المحترفة الأولى فترة الانتقالات الصيفية التي يسدل عليها الستار منتصف ليلة يوم الاربعاء، لتعزيز صفوفها تحسبا للموسم "2021-2022" الذي ينطلق يوم الجمعة المقبل بمباراة شباب قسنطينة و مولودية وهران. و رغم الازمة المالية الخانقة التي تتخبط فيها غالبية أندية النخبة، إلا أن سوق الانتقالات كان نشيطا لدى بعض الأندية التي لم تتردد في تجديد تعداها كليا، ضاربة عرض الخائط مبدا الاستقرار. فمنذ تاريخ 6 أغسطس الماضي، قامت مختلف الأندية بسباق ضد السرعة أملا منها في العثور على العصفور النادر، و نجحت الأندية التي تتمتع ببحبوحة مالية، على غرار شبيبة القبائل و اتحاد الجزائر في التعاقد مع أحسن العناصر على الساحة المحلية. و البداية بشبيبة القبائل التي يشرف عليها الرئيس الجديد يزيد إيريشان خلفا للرئيس السابق الشريف ملال، حيث كانت من بين الأندية الأكثر نشاطا في سوق التحويلات باستقدامها لعشرين لاعبا جديدا، من بينهم الحارس الدولي عزالدين دوخة (الرائد السعودي سابقا) و وسط الميدان الهجومي بلال بن ساحة (مولودية الجزائر). الشبيبة التي عرفت أيضا هجرة جماعية للاعبيها نذكر منهم المهاجمين رزقي حمرون و زكريا بولحية، اضطرت إلى صرف أوال طائلة لتشكيل تعداد مكون من مزيج من اللاعبين الشبان و المخضرمين. و ستكون "للكناري" أوراق رابحة سيستغلها هذا الموسم، خاصة و أنهم يطمحون إلى تحقيق موسم ناجح و التنافس على اللقب. أما شباب بلوزداد الذي نجح في الاحتفاظ بلقبه الوطني، فلم يفكر في ابرام "صفقات مدوية" خاصة و أنه حافظ على نواه الأساسية، ولو أن رحيل صانع ألعابه، أمير سعيود الي نادي الطائي السعودي، لم يهضمه مسيرو النادي. بالإضافة لقدوم التقني البرازيلي ماركوس باكيتا، فقد اعتمد النادي العاصمي على عملية استقدام مدروسة بالتعاقد مع المهاجم الليبي آنس المصراتي (هلال بنغازي) و المدافع أحمد آيت عبد السلام (شبيبة القبائل) و صبري شرايطية العائد من النادي الصفاقسي التونسي. ثورة جذرية في أولمبي المدية، و استقدامات معقولة في مولودية الجزائر و قررت مولودية الجزائر تحت قيادة رئيس مجلس إدارتها، عمار براهمية، القطيعة مع ممارسات الماضي المتمثلة في استقدام "النجوم" حيث قامت بجلب عناصر غير معروفة كانت تنشط في الأقسام السفلى ، باستثناء حارس مولودية وهران سابقا، أسامة ليتيم. وقد عزز "العميد" الذي ضيع كل أهدافه في موسم "المئوية"، صفوفه بعشرة لاعبين و هم: حمزة زايدي (ش. الساورة)، إبراهيم مرسلي (ش. تيارت)، الصديق بورنان (و. بوفاريك)، عبد القادر توقي (و. بوفاريك)، كمال حميدي (م. وهران)، أيمن عتو (و. تلمسان)، أيوب غزالة (ا. عنابة)، محمد أمين الزماني (م. وهران)، و الحارس أسامة ملالة (شباب باتنة/صنف الرديف). أما النادي العاصمي الآخر، اتحاد الجزائر، فلم يشذ عن القاعدة حيث استقدم لاعبين أبانوا عن قدراتهم، وهي طريقة يرغب من خلالها الاستفادة من أوراق رابحة في محاولة لاستعادة لقب غاب عن خزائنه منذ 2019. فبالإضافة إلى عودة ابن المدلل للنادي، عبد الرحمن مزيان بعد موسمين قضاهما بالترجي التونسي، استقدم نادي سوسطارة، المهام براهيم شنيحي (نادي ضمك السعودي) و الحارس أسامة بن بوط (ش. القبائل) و لاعبي وفاق سطيف. براهيم بكاكشي و ميصالة مرباح. في المقابل، فضل وصيف البطولة الوطنية، وفاق سطيف عامل الاستقرار حيث قام بتجديد عقود اغلب ركائزه على غرار عبد الكريم نمديل (2024)، حسين لعريبي (2023)، محمد ختير زيتي (2024) و عبد القادر دباري (2023). و لتعويض بعض الأساسيين المغادرين نذكر منهم يوسف لعوافي (النجم الساحلي التونس) و الدولي الشاب محمد أمين عمورة (نادي لوغانو السويسري)، استقدم الوفاق المدافع بلقاسم براهيمي (م. الجزائر) و المهاجم رياض بن عياد (نادي بارادو) و الحارس زكريا بوحلفاية (نجم مقرة). و حطم أولمبي المدية كل الأرقام بإجراء تغيير جذري على تعداده من خلال استقدام أكثر من 22 لاعبا جديدا، منهم سيد علي لكروم (المرخية القطري)، و المدافع عبد الرحمن نهاري (جمعية الشلف) و المهاجم يوسف بشو (ش. بلوزداد). أما الأندية الأخرى الناشطة في الرابطة الأولى من بينهما الصاعدان الجديدان، أمل الاربعاء و هلال شلغوم العيد، فقد التحقت هي الاخرى بالركب حيث قامت باستقدامات، حسب إمكانيتها المالية المتاحة. ان العدد الهائل للصفقات المبرمة خلال "الميركاتو الصيفي"، يترجم بصدق عدم الاستقرار الذي تعودت عليه الأندية الجزائرية و التي سينعكس لاحقا على نتائجها الفنية. و التناقض الصارخ في هذه القضية، هو أن أغلبية الأندية الجزائرية تواجه صعوبات مالية خانقة، لكن ذلك لم يمنعها من المجازفة في سوق التحويلات، حيث تخلت عن البدائل المتمثلة في ترقية اللاعبين الشبانالقادمين من صنف الرديف و الذين قد يمكنهم من ادخار أموالها. فاللاعبون الجدد الذين سوف لن يتقاضوا أجورهم كاملة، سيجدون أنفسهم مرغمين على اللجوء الي الغرفة الوطنية لتسوية النزاعات لاستعادة حقوقهم، وهو الامر الذي قد يعرض أنديتهم إلى قرار المنع من الاستقدامات في المركاتو المقبل.