يواصل الأسرى الفلسطينيون السبعة في سجون الكيان الصهيوني إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضا لاعتقالهم الإداري، ويصرون على اكمال "معركة الأمعاء الخاوية"، وسط "تدهور خطير" لوضعهم الصحي، فيما تشهد مناطق بالضفة الغربية وقطاع غزة فعاليات شعبية ومسيرات تطالب المجتمع الدولي بإنقاذ حياتهم. ووفق نادي الأسير الفلسطيني، يواصل الأسرى إضرابهم عن الطعام رفضا للاعتقال الإداري أقدمهم الأسير كايد الفسفوس المضرب منذ 113 أيام، و "المحتجز بوضع خطير في مستشفى (برزلاي) الإسرائيلي، بمدينة عسقلان (وسط)". والأسير الثاني هو مقداد القواسمة المضرب لليوم 106على التوالي، وهو محتجز في العناية المكثفة في مستشفى (كابلان)، أما باقي الأسرى المضربين فهم: علاء الأعرج منذ 89 يوما، هشام أبو هواش منذ 80 يوما، شادي أبو عكر منذ 72يوما، عياد الهريمي منذ 70 يوما، لؤي الأشقر منذ 25 يوما. إقرأ أيضا: ذكرى وعد بلفور: المجلس الوطني الفلسطيني يدعو الى فرض عقوبات على الاحتلال الاسرائيلي والاعتقال الإداري هو قرار حبس بأمر عسكري، من دون توجيه لائحة اتهام، ويمتد 6 شهور قابلة للتمديد، وقد بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال نحو 4600، من بينهم 500 معتقل إداري، بحسب نادي الأسير الفلسطيني. وأفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأن الأوضاع الصحية للأسرى المضربين "غاية في الخطورة"، والتحذير من تفاقم الحالة الصحية للأسير الفسفوس، ووصولها لمرحلة صعبة وخطيرة قد تؤدي لاستشهاده في أية لحظة، حيث يعاني من آلام حادة في جميع أنحاء جسمه ويشعر بحرارة وسخونة بالعينين، ومن تعب شديد وعدم القدرة على الحركة، وأنه لا يشعر بقدميه نهائيا. وكان شقيقه، قد قال إن محاميه أبلغهم بخطورة وضعه الصحي وهو أشبه ما يسمى "بالموت السريري "حيث أن الجزء السفلي من جسده لا يشعر به ولا بقدميه وهذا يعود لحدوث مشكلة بالجهاز العصبي إضافة لتضرر في النظر وهزال شديد وآلام في المفاصل وذلك مع قيام الاحتلال بتقييده في سرير المستشفى، مشيرا إلى أن شقيقه يرفض أي نوع من الفحوصات الطبية أو أخذ المدعمات. إقرأ أيضا: اسرائيل عضو مراقب بالاتحاد الافريقي:قرار فقي "خطا تاريخي" وأشارت هيئة الأسرى، إلى أن سلطات الاحتلال نقلت الأسير عياد الهريمي من سجن "عوفر" إلى "عيادة الرملة"، لتدهور وضعه الصحي، وبخصوص الأسير القواسمة، أكدت أن وضعه مقلق جدا، ويعاني من تسمم بالدم، ومشاكل في القلب والرئتين، والكلى، والكبد، الأمر الذي يؤثر على قدرته على الحركة والكلام والرؤية. فيما يقبع بقية الأسرى في عيادة سجن الرملة. من جانبه، قال نادي الأسير إن نيابة الاحتلال العسكرية أبلغت المحامي جواد بولس، نيتها تفعيل أمر الاعتقال الإداري بحق الأسير القواسمة، مدعية أن هناك تقارير طبية تشير إلى تحسن على وضعه الصحي، وحمل المحامي بولس النيابة كامل المسؤولية عن هذه الخطوة، وطلب التحقق من التقارير الطبية الصادرة عن مستشفى "كابلان" الإسرائيلي، والتي كانت أكدت أن الأسير القواسمة يواجه احتمالية الوفاة المفاجئة. إقرأ أيضا: الثورة الجزائرية كان لها تأثير عظيم على تحرير إفريقيا وقالت وزيرة الصحة مي الكيلة، إن ما وصل إليه الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال يستدعي إنهاء معاناتهم فورا، وأضافت منذرة "كل ساعة تأخير تعني تدهورا جديدا وخطرا جديدا يهدد الأسرى، وقد يوصلهم إلى الموت في أي لحظة". وناشدت المجتمع الدولي، ودول العالم الحر لحماية حقوق الإنسان وحماية الإنسانية، وأن تتدخل للإفراج عن الأسرى جميعاً، وبالأخص الأسرى المرضى والأطفال والنساء وكبار السن. فعاليات شعبية تطالب بإنقاذ حياة الأسرى وتضامنا مع الاسرى، نظمت العديد من الفعاليات الاسنادية، حيث أقامت لجنة الأسرى التابعة لائتلاف "القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية" في قطاع غزة، أمس الأربعاء، خيمة لمناصرة الأسرى المضربين عن الطعام داخل سجون الكيان الصهيوني. وشارك في فعاليات الخيمة التضامنية، التي أقيمت أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، لمدة يومين عدد من قيادات الفصائل الفلسطينية المختلفة، ورفعوا لافتات كتب عليها "مضرب عن الطعام". وحمل إسماعيل رضوان، القيادي في حركة "حماس"، الكيان الصهيوني، المسؤولية الكاملة عن "حياة وسلامة الأسرى المضربين عن الطعام". إقرأ أيضا: الولاياتالمتحدة تجدد رفضها لتوسيع الكيان الصهيوني المستوطنات في الضفة الغربية وأردف، في كلمة نيابة عن الحركة الوطنية الأسيرة، خلال مؤتمر عقد أمام الخيمة: "أي مساس بحياة أي أسير يمثل قلبا للطاولة، وعلى الاحتلال أن يفهم المعادلة"، داعيا الشعب الفلسطيني، إلى الاستمرار في "حالة التضامن مع قضية الأسرى، وتصعيد وزيادة الفعاليات". وطالب المنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية ب"ضرورة التحرك العاجل لوقف الجرائم المرتكبة بحق الأسرى". وكان مئات الفلسطينيين، شاركوا في وقفتين نظمتا في الضفة الغربية تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية. ففي مدينة بيت لحم (جنوب) شارك عشرات الفلسطينيين في وقفة دعت لها هيئة شؤون الأسرى والمحررين (تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية) ونادي الأسير الفلسطيني (غير حكومي)، ونظمت أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وفي كلمته بالوقفة، قال وزير الأسرى السابق عيسى قراقع، إن الأسرى المضربين "تعرضوا لأكثر من خطر"، مضيفا أن "أول خطر هو بقاءهم طوال هذه المدة الطويلة دون الاستجابة لمطلبهم العاجل، أما الخطر الثاني، هو محاولة تغذية الأسير مقداد القواسمة قسريا، وهذا شروع في القتل". إقرأ أيضا: الجزائر ستبقى ثابتة على دعمها لبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وكان رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، قدري أبو بكر، قد حذر من خطورة الوضع الصحي للأسرى السبعة المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، خاصة أن أوضاعهم "تزداد سوءا يوما بعد آخر وباتت مقلقة وخطرة للغاية". بدوره أكد سعيد أبو علي الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، أن العمل من أجل الأسرى والمعتقلين "واجب لما يمثلونه من شرعية حقيقية للنضال الفلسطيني ومقاومته للاحتلال".