بئر لحلو (الأراضي الصحراوية المحررة) - طالبت اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان، الصليب الأحمر بتحمل مسؤوليته في حماية عائلة المناضلة الصحراوية سلطانة سيد إبراهيم خيا، مناشدة إياه إرسال بعثة للتحقيق في جرائم دولة الاحتلال المغربي طبقا لمسؤولياته القانونية. وجاء هذا في رسالة بعثت بها اللجنة، إلى بيتر مورز، رئيس اللجنة الدولية الصليب الأحمر بجنيف، لتنبيهه إلى الوضع الذي ينذر بالخطر بشكل متزايد في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية بسبب الجرائم الإرهابية والانتقامية التي تشنها دولة الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين العزل ونشطاء حقوق الإنسان والصحفيين والمدونين الذين يتعرضون يوميا لفظائع يندى لها الجبين وممارسات همجية ولا إنسانية. وذكرت اللجنة في رسالتها - وفقا لما جاء في وكالة الأنباء الصحراوية (واص) - باستمرار الحصار المشدد المضروب على منزل عائلة المناضلة سيد إبراهيم خيا منذ التاسع نوفمبر من العام الماضي في وقت تواصل فيه الناشطة الحقوقية وعائلتها الاحتجاج السلمي ضد الاحتلال المغربي ورفعهم للعلم الوطني للجمهورية الصحراوية يوميا فوق منزلهم. "وما زالت سلطانة خيا وشقيقتها، الواعرة وأفراد آخرون من عائلتها يتعرضون يوميا للاعتداء الجسدي والتحرش الجنسي وغيره من ضروب المعاملة الهمجية والمهينة على أيدي عناصر الأمن والبلطجية التابعين للدولة المغربية، كما هو موثق عن طريق الصور ومقاطع الفيديو التي تم نشرها على نطاق واسع وتقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية مثل منظمة العفو الدولي"، تقول الرسالة. ومن بين صور الاستهداف الخطير ضد المناضلة، ذكرت اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان، العمل الهمجي الذي نفذه رجال الأمن المغاربة ضدها الاثنين الماضي، عبر مهاجمة منزل أهلها بمدينة بوجدور المحتلة والاعتداء بالضرب والسحل والتجريد من الملابس والترهيب في أقصى درجاته على كل من خيا وشقيقتها ووالدتهما قبل ان يتم حقن المناضلة بمادة مجهولة. واعتبرت الرسالة أن هذه التصرفات تشير بما لا يدع مجالا للشك من أن سلطات دولة الاحتلال المغربية عازمة على تكثيف هجماتها الإرهابية والبشعة ضد المدنيين الصحراويين ونشطاء حقوق الإنسان. من جانب أخر نبهت اللجنة إلى أن وضعية المعتقلين السياسيين الصحراويين، بما فيهم مجموعة أكديم إزيك، "ماتزال تنذر بالخطر نتيجة للظروف المزرية التي يعيشونها داخل سجون دولة الاحتلال المغربية والممارسات المهينة والانتقامية التي تمارس ضدهم من قبل الإدارة السجنية المغربية مما يدفعهم إلى الدخول في إضرابات متتالية عن الطعام في ظل تجاهل سلطات الاحتلال المغربية لمطالبهم المشروعة". وأشارت في هذا السياق، إلى حالة يحي محمد الحافظ إعزى - الذي أمضى أطول مدة في السجن - التي تثير القلق بشكل خاص لأنه قام بعدة إضرابات مفتوحة عن الطعام احتجاجا على اعتقاله الجائر وحرمانه من حقوقه الأساسية في الزيارات الأسرية والعناية الصحية. ومن جديد طالبت اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان الصليب الأحمر، بالتدخل العاجل لإنهاء معاناة كل السجناء السياسيين الصحراويين وعائلاتهم وضمان إطلاق سراحهم الفوري وبدون قيد أو شرط. كما دعته إلى التحرك العاجل قبل فوات الأوان لإنقاذ حياة عائلة أهل سيد إبراهيم خيا من الموت الممنهج، ووقف العدوان عليها والقيام بزيارة ميدانية على وجه السرعة الى المناطق المحتلة من الصحراء الغربية للاطلاع على وضعية المدنيين الصحراويين داخل إقليم محتل لم يستكمل فيه مسار تصفية الاستعمار. واعتبرت أن أي تأخير لحماية المدنيين الصحراويين تحت الاحتلال، سيكون إشارة لدولة الاحتلال المغربي للاستمرار في الاستهتار بقواعد اتفاقيات جنيف والتمادي في ممارساتها القمعية الممنهجة في المناطق الصحراوية المحتلة التي تعيش وضعا غير مسبوق في إطار الحرب العدوانية الانتقامية التي تشنها على المدنيين الصحراويين العزل وعلى مرأى ومسمع من الأممالمتحدة وبعثتها في الإقليم المكلفة بتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية.