شيعت مساء اليوم الجمعة بالجامع الكبير بأدرار جنازة الشيخ الإمام الحاج محمد عبد الله بلكبير شيخ المدرسة القرآنية سيدي محمد بلكبير ونجل هذا الأخير، الذي وافته المنية فجر أمس الخميس بالمستشفى المركزي لعين النعجة بعد معاناة مع المرض، في جو مهيب. وجرت مراسم تشييع جنازة الشيخ الراحل التي توفي عن عمر ناهز 63 سنة، بحضور السلطات العمومية وجمع غفير من المصلين والمعزين الذين توافدوا من مختلف جهات الوطن لأداء واجب العزاء والمواساة لعائلة الفقيد ومحبيه. ولدى اشرافه على مراسم التشييع ممثلا لرئيس الجمهورية، بلغ وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي تعازي الرئيس "المليئة بالأسى والشجا لهذا الفقيد الجليل والكبير لهذه الولاية العامرة وللجزائر والأمة الإسلامية جمعاء". إقرأ أيضا: الرئيس تبون يعزي عائلة الحاج محمد عبد الله بلكبير واشار السيد بلمهدي في كلمة تأبينية أن الشيح الفقيد الحاج محمد عبد الله "كان عارفا ذو كثير من الخصال والافعال الطيبة في خدمة الدين والوطن في تدريس القرآن وعلوم الدين" مضيفا أن "العزاء هو في مواصلة رسالة هذه المدرسة العامرة بتظافر جهود شقيقه الشيخ سيد الحاج احمد ومعاونيه في هذا الصرح العلمي العريق". وقد عرف الشيخ الحاج عبد الله بزهده وورعه وملازمته لوالده الراحل منذ نعومة اظافره، وبعد وفاة والده الشيخ سيدي محمد بلكبير سنة 2000 تولى الإشراف على شؤون المدرسة القرآنية العريقة الموجودة بقلب مدينة أدرار، و انشغل بتدريس الطلبة علوم الدين وإكرام الضيوف وإصلاح ذات البين. وفي هذا الجانب، أشار الإمام الحاج عبد الله بالصالح وهو إمام خطيب بجامع الشيخ سيدي محمد بلكبير أن "الشيخ سيدي محمد عبدالله نجل الشيخ سيدي محمد بن الكبير رحمه الله كان خليفة لأبيه في المدرسة وكان مداوما في الإشراف على رعاية الطلبة في دراستهم وإيوائهم وفي كل مستلزماتهم إلى جانب إلقاء الدروس المسجدية". و اضاف أن الشيخ المرحوم "كان مهتما بالضيوف في استقبالهم في إيوائهم في كل أمورهم بل أنه حتى أيام مرضه وهو على فراش الموت كان يسأل عن كل صغيرة وكبيرة وكان يوجه القائمين على المدرسة". كما سبق له وأن كان يؤم الناس في الجمعة لسنوات عديدة بعد وفاة أبيه وأشرف أيضا على إعادة بناء المسجد من جديد في التصميم الذي هو عليه الآن وكان له الحظ أن حج حجات عديدة قبل وبعد وفاة الشيخ الأب. من جانبه، أوضح أستاذ التاريخ بجامعة أدرار والملازم للمدرسة القرآنية للشيخ سيدي محمد بلكبير البروفيسور ختير الصافي، أن نجل الشيخ الذي وافته المنية، كرس حياته في التعليم والتعلم والوقوف على شؤون طلبة المدرسة القرآنية لأبيه الراحل منذ نعومة اظافره.