فكك الحرس المدني الإسباني، منظمة إجرامية دولية مقرها بإسبانيا، لتصنيع الأقراص المهلوسة ("القرقوبي") بالمغرب، في عملية أمنية اعتقلت في اطارها ثمانية اشخاص وضبطت كميات هائلة من المخدرات. و أفادت معطيات تم نشرها على الموقع الإلكتروني الرسمي للشرطة الإسبانية ان السلطات الاسبانية تمكنت من ضبط 200 ألف قرص مهلوس من فئة "البنزوديازيبين" و اعتقال ثمانية أشخاص متورطين في هذه العملية الإجرامية، مع ضبط أكثر من 500 ألف قرص مهلوس في المغرب و إسبانيا. وحسب ذات المصدر، فإن هذه العملية الامنية هي نتاج لأربع مراحل من المطاردة والتعقب في مقاطعات لاردة (مقر زعيم المنظمة) و مدريد و أليكانت. وقد بدأ التحقيق الذي هم هذه العصابة، التي يوجد مقرها المركزي بإسبانيا، في يونيو 2021. و أكدت التقارير الامنية ان السلطات الأمنية الإسبانية لاحظت في تعقبها للمنظمة الإجرامية انها "تنشط بقوة في مقاطعة لاردة، إذ يتم استعمال دواء "البنزوديازيبين" لتصنيع أقراص "القرقوبي". وتبعا لذلك، يحصل أعضاء الشبكة الإجرامية على أدوية الإدمان عن طريق تزوير الوصفات الطبية، ثم يتم إرسالها إلى المغرب حيث توجد معامل لتصنيع الأقراص المهلوسة". و استنادا لما ذكرت الشرطة الاسبانية، فإن المرحلة الأولى من عملية تفكيك الشبكة الإجرامية جرت بداية سبتمبر المنصرم، حيث "جرى ضبط كمية متوسطة، عبارة عن 80 ألف قرص مهلوس، مخبأة داخل فرنين صناعيين بخيتافي". وأشارت التحقيقات إلى أن تلك الأقراص المهلوسة يتم إخفاؤها بعناية بالغة، حيث يتم تغليفها ووضع علامة تجارية معروفة عليها، قبل أن يتم نقلها إلى سبتة الخاضعة للإدارة الاسبانية ومنها إلى مدينة الدار البيضاء. واستنادا لما ذكرت الشرطة الاسبانية، فقد عمدت الاخيرة في المرحلة الثانية، أي منتصف سبتمبر الفارط، إلى "تتبع مسلك تهريب الأقراص المهلوسة بعد المعلومات التي توصلت بها، حيث غيرت الشبكة طريقة النقل الدولي، وبالتالي أصبحت تنقل المخدرات على متن مركبة تتوجه إلى مدينة الناظور عبر ميناء سيت الفرنسي، قبل أن تواصل مسيرها صوب الدار البيضاء". وبفضل التعاون الدولي، يضيف بلاغ الشرطة الإسبانية، أفلحت السلطات الأمنية في التعرف على هوية ذلك الشخص، وكذلك ترقيم السيارة المسجلة بإسبانيا، ليتم اعتراض الشخص المغربي الذي كان يقودها، مما أسفر عن ضبط 70 ألف قرص مهلوس في الميناء. واستمرت الشرطة الإسبانية في تجميع المعطيات بشأن الشبكة الإجرامية الدولية، لتنفذ ثالث عملية شهر نوفمبر الماضي، والتي أدت إلى مصادرة شحنة مهمة مكونة من 62 ألف قرص مهلوس داخل حقيبة كبيرة بإحدى سيارات الشبكة التي كانت تعتزم نقلها صوب المغرب. وأسفرت المرحلة الأخيرة من التحقيق عن اعتقال المسؤولين الرئيسيين عن الشبكة الإجرامية بكل من لاردة و أليكانت في منتصف ديسمبر الماضي بعد تفتيش أربعة منازل بالمقاطعتين الإسبانيتين، ليتم القبض على زعيم العصابة ذي الأصول المغربية، وحجز مبلغ نقدي قدره 27 ألف أورو، ومصادرة 300 قرص مهلوس. كما ألقت الشرطة القبض على المورد الأساسي للمخدرات في أليكانت، وصادرت كميات من "القرقوبي". وتأتي هذه العملية الامنية بعد أيام قليلة من نجاح الحرس المدني الإسباني بالتعاون مع مكتب مكافحة المخدرات الفرنسي، في تفكيك شبكة مكونة من 11 شخصا، تنشط في تهريب مخدر "الحشيش" من المغرب باستخدام المروحيات. وتمكن الحرس المدني الإسباني من حجز 327 كيلوغراما من مخدر "الحشيش" في منطقة بازا بغرناطة، و860 كيلوغراما من نفس المادة في منطقة تشوشينا، كانت مخبأة بإحكام وسط شاحنة، فيما تم حجز 112 كيلوغراما في سيارة أخرى. كما عثر خلال هذه العملية على مكان تتموضع فيه طائرة هليكوبتر تقل هذه الكميات في مدينة ملغة، و 211 كيلوغراما من "الكيف". وجرى توقيف مجموعة من الأشخاص في هذه العملية الأمنية المشتركة، فيما تم توقيف تسعة آخرين على الأراضي الفرنسية، مع مذكرات توقيف أوروبية ومصادرة أكثر من 2.4 طن من "الحشيش" و 112 كيلوغراما من "الكيف".