أعلنت مصادر أمنية اسبانية ، اليوم الاحد ، أن الحرس المدني الاسباني تمكن ، مرة أخرى ، من تفكيك شبكة تنشط في تهريب المخدرات "الحشيش" انطلاقا من الاراضي المغربية الى اسبانيا ، باستخدام طائرات مروحية. ونقلت وسائل إعلام إسبانية ، عن المصادر ذاتها ، قولها أن التحقيق في هذه العملية التي أطلق عليها /COPA-SUCRE/ و التي جرت بالتنسيق مع مكتب مكافحة المخدرات الفرنسي ، انطلق منذ عام 2020 ، بعدما رصد الحرس المدني الاسباني " دخول مجموعة من طائرات هليكوبتر قادمة من السواحل المغربية الى جنوباسبانيا ، محملة بكميات مهمة من الحشيش" ، لتقود السلطات الى توقيف 11 شخصا مشتبه فيهم. ولفتت المصادر الإعلامية ذاتها إلى أن " أعضاء الشبكة الذين كانوا يدخلون بطريقة غير مشروعة و بدون إبلاغ مكتب الطيران بطائرات مروحية قبالة الساحل الأندلسي من المغرب ، كانوا يحصلون على الحشيش من المغرب وإقليم الأندلس بإسبانيا ، ثم يقومون بنقله إلى فرنسا باستعمال شاحنة ثقيلة أو مركبات أخرى تحمل لوحات تسجيل مزورة". وقال الحرس المدني الاسباني أنه تمكن من توقيف أحد عناصر الشبكة بأوراق ثبوتية مزورة ، على متن شاحنة مسجلة بفرنسا تم حجزها على مستوى مدينة مالقا بعدما كانت محملة بشحنة من المخدرات يبلغ وزنها 419 كيلوغراما ، ما قاد المحققين إلى كشف باقي أفراد الشبكة والطرق التي تستعملها في عملياتها المشبوهة. وتابعت المصادر أن " المحققين راقبوا مجموعة من الشاحنات والسيارات التي كان يستعملها أعضاء الشبكة في مدينة مالقا و حدد الحرس المدني مكانهم ليكتشف أن جميعهم يحملون وثائق هوية مزورة، ضمنهم من يحمل خمس بطاقات للتعريف بأسماء وجنسيات مختلفة". و فضلا عن ذلك ، تمكن الحرس المدني الاسباني من حجز 327 كيلوغراما من "الحشيش" المغربي في منطقة بازا بمدينة غرناطة الاسبانية و 860 كيلوغراما في منطقة تشوشينا ، كانت مخبأة بإحكام وسط شاحنة ، فيما تم حجز 112 كيلوغراما من "الكيف" على متن سيارة أخرى مزورة. كما تم العثور، على مكان يخصص لهبوط طائرات الهليكوبتر (المروحيات) التي تستعمل في نقل "الحشيش" من المغرب إلى مالقا، بالإضافة إلى 211 كيلوغراما من "الحشيش" ، حسب الحرس المدني الاسباني. وأشارت السلطات الإسبانية الى أنه تم توقيف عنصرا آخر من الشبكة و بحوزته كمية من الحشيش بلغت 266 كيلوغراما كان يخبأها في منزل يقطنه ثلاثة أشخاص تم إيقافهم أيضا. و حسب السلطات التي أعلنت عن حجز 3 طائرات هليكوبتر إضافة إلى مجموعة من الأجهزة والآليات المستعملة لتجنبتدخل الشرطة وذخيرة وأسلحة نارية وسترات واقية من الرصاص،فان الشبكة تقوم بأنشطة اجرامية أخرى تتعلق بتبييض الأموال. وقد جرى على خلفية ذلك، توقيف عدد من الأشخاص ضمنهم 9 على الأراضي الفرنسية ، فيما تم وضع أسماء أخرى ضمن مذكرة بحث وتوقيف أوروبية بعد مصادرة أزيد من 2.4 طن من الحشيش و 112 كيلوغراما من الكيف في سيارات وشاحنات ومنازل مملوكة من قبل المبحوث عنهم. وهذه ليست المرة الاولى التي تضبط فيها السلطات الاسبانية شبكات تقوم بتهريب المخدرات انطلاقا من الاراضي المغربية ، فقد أعلنت الاسبوع الماضي عن احباط عمليتين لتهريب مخدرات كانت قادمة من المغرب. وتأتي العملية الامنية الجديدة للحرس المدني الاسباني لتؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن "المملكة المغربية تحولت منذ فترة طويلة الى دولة مخدرات" و أن " كل شبكات تهريب المخدرات والجريمة الدولية تم إنشاءها انطلاقا من هذا البلد " ، وفق ما صرح به المحلل السياسي بلا القنطي الاربعاء الماضي. وقال المحلل بلا القنطي في حديثه للقناة الثالثة للإذاعة الجزائرية ، انطلاقا من مدينة ألميريا الإسبانية ان "المغرب دولة مخدرات، اقتصادها يعتمد على المخدرات. كما يتحدث بعض المراقبين عن تهريب الكوكايين من هذه البلاد، و تم إنشاء كل شبكات تهريب المخدرات والجريمة الدولية من هذه البلاد". واضاف أن "المغرب يشكل خطرا حقيقيا على البلدان الأوروبية بالنظر إلى الكميات الهائلة من المخدرات المنتجة بشكل متزايد في المملكة، مما يدفع بعض المراقبين إلى القول بأن نظام المخزن تحول منذ فترة طويلة إلى +دولة مخدرات+ ويثير مشاكل كبيرة لمحيطه، بما في ذلك الجزائر". كما أشار المتحدث الى ان "مرصدا أوروبيا للمخدرات، فضلا عن مراقبين آخرين، ما زالوا يوجهون أصابع الاتهام إلى الأسرة الملكية (المغربية)، كمتورطة في الاتجار" بالمخدرات.