بعث وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم الأحد، برسالة تعزية إلى أسرة الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين لبومرداس، المجاهد المرحوم رابح رحمون، الذي وافته المنية عن عمر ناهز ال 82 عاما، مؤكدا أن الفقيد "بقي مخلصا لرسالة الشهداء إلى أن وافاه الأجل بعد حياة مليئة بالتضحيات والمواقف النبيلة". وأكد السيد ربيقة أن الفقيد "واصل بعد الاستقلال نضاله في خدمة الوطن، وبقي مخلصا لرسالة الشهداء إلى أن وافاه الأجل بعد حياة مليئة بالتضحيات والمواقف النبيلة، كعضو بالمكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين ثم كأمينا ولائيا لولاية بومرداس لذات المنظمة". واستعاد الوزير، في رسالته، مسار الفقيد (1940-2022) الذي ولد بدوار الصومعة بولاية المدية، و"ترعرع وسط عائلة ميسورة الحال ومحافظة ارتوت بمبادئ الوفاء للأرض والوطن، وسط مصاعب الحياة، و الضيم والجور و البطش الاستعماري، وهو ما نمى فيه حس وطني رفيع وقناعة ببزوغ فجر الحرية وانكسار شوكة الظلم و القهر والاستعباد مهما كان الثمن". وأضاف الوزير مذكرا بأن المرحوم "استهل مسيرته الجهادية بالتحاقه بالثورة التحريرية المظفرة وسنه لم يتجاوز ال16 عاما سنة 1956، و بعد استشهاد أخاه جلول رحمون، الذي سقط في ميدان الشرف سنة 1957، التحق بصفوف جيش التحرير الوطني بالناحية الثالثة المنطقة الأولى بالولاية الرابعة التاريخية حيث شارك في عديد المعارك". وأضاف في السياق ذاته- أنه "وعلى إثر كمين تم إلقاء القبض عليه نهاية 1957، أين سلط عليه شتى أنواع التعذيب، ليتم نقله إلى سجن سركاجي و بعد محاكمته بسنة سجن نافذا نقل إلى ثكنة بني مسوس لمدة شهرين لينقل بعدها إلى سجن كامورا (بوغار) وهو سجن مخصص لأعضاء جيش التحرير الوطني المصابون بجروح بالغة، ليتمكن بعد قرابة السنتين من الفرار مع أربعة مجاهدين سنة 1959 ليتم تعيينه مسؤول كاتب عسكري بالمنطقة الأولى بالولاية الرابعة التاريخية". وجاء في الرسالة أيضا: "و أثناء تنقله إلى جبل ديرة بسور الغزلان، للقيام بإحدى العمليات العسكرية، تعرض لاشتباك مباشر مع قوات العدو أين أصيب خلاله بجروح بليغة على مستوى الركبة، مما سهل مهمة العسكر الفرنسي في القبض عليه مرة ثانية، ونقله إلى مركز التعذيب (المكتب الثاني) بسور الغزلان ثم سجن بوغار ولمدة 7 أشهر بعدها مباشرة إلى معتقل CMS، أين خضع للتعذيب المستمر من طرف المظليين و بقي سجينا هناك، إلى غاية 23 فبراير 1962، أسابيع قليلة قبل وقف إطلاق النار، عشية الاستقلال". وقد تقدم وزير المجاهدين إلى كل أفراد عائلة الفقيد رابح رحمون، و من خلاله إلى رفاقه المجاهدين، بتعازيه "القلبية الخالصة المشفوعة بأصدق مشاعر التضامن و المواساة في مواجهة هذه المحنة الأليمة".