اختارت منظمة الصحة العالمية، ست دول إفريقية، من بينها اثنتان عربيتان، لإنتاج لقاحاتها الخاصة بكورونا بتقنية "الحمض النووي الريبوزي"، بصفتها المستفيدة الأولى من البرنامج العالمي لإنتاج اللقاحات الذي تقوده المنظمة. و يعد الحمض النووي الريبوزي تقنية متطورة تستخدمها شركات مثل /فايزر - بيونتك/ و/موديرنا/ في إنتاج لقاحاتها الواقية من (كوفيد-19). و قالت المنظمة في بيان لها إنها اختارت مصر وتونس وجنوب إفريقيا وكينيا والسنغال ونيجيريا, للسماح للقارة الإفريقية التي تتلقى اللقاحات بشكل محدود جدا, بإنتاج لقاحاتها الخاصة لمكافحة جائحة كورنا (كوفيد-19) وأمراض أخرى. و أوضح تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية, خلال مؤتمر صحفي عقد على هامش القمة الاوروبية الافريقية السادسة في العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم, أن الجائحة الحالية أظهرت أكثر من أي حدث آخر أن "الاعتماد على حفنة من الشركات لتوفير سلع عامة عالمية أمر خطر". و أضاف غيبرييسوس أن الطريقة المثالية لمواجهة حالات الطوارئ الصحية والتوصل إلى تغطية صحية تشمل الجميع يكون بزيادة كبيرة لقدرة كل المناطق على صنع المنتجات الصحية التي تحتاجها, مشيرا إلى أن عدد سكان القارة الإفريقية يصل إلى 1.3 مليار نسمة, ويصل إنتاجها من اللقاحات إلى 1 في المئة تقريبا, وهو ما كشف عمق الفوارق بين الدول الغنية التي وفرت اللقاحات لشعوبها بنسب كبيرة جدا, وبين دول افريقيا التي مازالت تعاني تداعيات الازمة الصحية وعدم قدرتها على الحصول على اللقاحات اللازمة. من جانبه, أكد شارل ميشيل رئيس المجلس الاوروبي أن الاتحاد الأوروبي قام بحشد الموارد, لتمكين افريقيا من الناحية التنظيمية والعملية لتصنيع لقاحات ضد فيروس كورونا. و أضاف أن جائحة كورونا أظهرت نقاط الضعف والقوة في أوروبا وأفريقيا, وأن الاتحاد الافريقي قام بإطلاق شراكة افريقية لتصنيع اللقاحات للتقليل من الاعتماد على الاستيراد من خارج القارة. و كانت منظمة الصحة العالمية قد أسست مركزها لنقل تقنية "الحمض النووي الريبوزي" بعد إقدام كل من الدول الغنية على تخزين اللقاحات, والشركات على إعطاء الأولوية للحكومات التي يمكنها دفع أعلى سعر, ما جعل الدول منخفضة ومتوسطة الدخل في ذيل قائمة الانتظار للحصول على لقاحات (كوفيد-19).