يتعنت المخزن و شريكه الصهيوني في تحقيق مشروعهما الخاص بإنتاج فاكهة الأفوكادو بالمغرب, في "تطبيع فلاحي" يتجاهل الانعكاسات الوخيمة لمثل هذا المشروع على الموارد المائية للمملكة وعلى حياة السكان المحليين. ويرى ملاحظون مغاربة في مشروع إنتاج فاكهة الأفوكادو بالمغرب, الذي تشرف عليه شركة تابعة للكيان الصهيوني متخصصة في العقارات والصناعات الغذائية, "خطرا حقيقيا" على الموارد المائية للبلاد, لاسيما وان ظاهرة الجفاف تهدد المملكة حاليا. كما ينددون بهذا المشروع المندرج في إطار التطبيع مع الكيان الصهيوني, والذي تبلغ قيمته الاستثمارية حوالي 9 ملايين دولار, لإنتاج 10.000 طن من الأفوكادو سنويا, في إطار اتفاقية وقعت في أبريل 2021 بين شركة اسرائيلية وشركة مغربية مختصة في المجال الزراعي. ومن المقرر البدء الفعلي في عملية زراعة هذه الفاكهة الاستوائية خلال مارس الجاري, رغم ان المناخ لا يتناسب مع هذا النوع من الفواكه الذي يتطلب انتاجها كميات جد هامة من الماء. وفي تصريح للقناة الثالثة للإذاعة الجزائرية, عبر المحلل السياسي المغربي المقيم بألميريا الاسبانية, بلال القنطي, عن أسفه لتعنت المخزن وشريكه الصهيوني لمواصلة المشروع الذي يهدف أساسا, كما قال, إلى "الربح المالي للشركتين و فقط". واعتبر أن هاتين الشركتين لا يهمهما, في حقيقة الأمر, المساهمة في التنمية الفلاحية ولا الاقتصادية للمغرب, بل فقط "الربح المالي على حساب الموارد المائية للبلاد , والظروف المعيشية للسكان المحليين". واكد خطورة هذا المشروع على الموارد المائية للمغرب الذي يواجه موجة جفاف هامة على الأبواب, مشيرا إلى أن "المغرب ليس ببلد استوائي, ومناخه لا يتلاءم مع هذا النوع من الزراعات التي ستؤدي حتما إلى نضوب موارده المائية". الكيان الصهيوني "يخترق" الفلاحة المغربية و كان الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع, عزيز هناوي, قد ربط هذا المشروع بما سماه ب"التطبيع الفلاحي" مع الكيان الصهيوني المتعدد والخطير, والقائم على مستوى المورد المائي الذي يتم استنزافه بزراعات تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء". كما أشار إلى ان هذا المشروع "يهدد بنية النسق الفلاحي والمياه الجوفية"، واصفا إياه ب"شكل من أشكال الاختراق الصهيوني للمجال الفلاحي المغربي". من جانبه, أكد الكاتب الصحفي المغربي, يونس مسكين, في تعليقات نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي, أن استثمار الكيان الصهيوني في القطاع الفلاحي بالمغرب, ومنه زراعة الأفوكادو, "هو جريمة أخرى في حق المغاربة". و استنكر بشدة هذا المشروع وتداعياته على الموارد المائية والسكان المحليين الذين تقوم معيشتهم أساسا على الزراعة. وأوضح, في هذا الشأن, أن "فاكهة الافوكادو من أكثر الفواكه استهلاكا للماء, حيث تتراوح حاجة الكيلوغرام الواحد من هذه الفاكهة ما بين 500 وألف لتر من المياه".