أشرف وزير المجاهدين و ذوي الحقوق، العيد ربيقة، بعد ظهر اليوم الجمعة بولاية قسنطينة على إعطاء إشارة الانطلاق في تصوير أولى مشاهد الفيلم الروائي الطويل حول الشهيد البطل زيغود يوسف (1921-1956). و في تصريح للصحافة عقب الإشراف على انطلاق التصوير في إطار زيارة عمل إلى هذه الولاية بمناسبة إحياء اليوم الوطني للمجاهد المصادف للذكرى ال 67 لهجومات الشمال القسنطيني (20 أغسطس 1955) والذكرى ال 66 لانعقاد مؤتمر الصومام (20 أغسطس 1956) قال الوزير "نحن هنا بصدد تجسيد توجيهات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، المتعلقة بإيلاء الأهمية البالغة لتوثيق تاريخنا و كل الأمور المتعلقة بالذاكرة الوطنية". و أضاف بأن "رئيس الجمهورية قدم تعليمات للمضي قدما نحو ترسيخ كل ما له صلة بتاريخنا عن طريق كل الوسائل المتاحة لاسيما الإنتاج السمعي البصري و التلفزيوني و الإذاعي". و في ذات السياق أردف الوزير "أعدت وزارة المجاهدين و ذوي الحقوق برنامجا متكاملا يقوم بالدرجة الأولى على إنتاج أفلام ذات صلة بقادة و رموز الثورة التحريرية ثم كل ما له صلة بإحياء ذاكرة الشعب الجزائري" مفصلا "على سبيل المثال هناك مشاريع لإخراج أفلام حول القائدين الرمزين أمحمد بوقرة و سي الحواس ثم أفلام أخرى متعددة المواضيع ذات صلة بالطفل و المرأة و الفنان و الفلاح و الرياضي و غيرهم سيتم تجسيدها قريبا". و أبرز السيد ربيقة أن الفيلم الروائي الطويل حول زيغود يوسف "يترجم الجهود المبذولة من طرف الدولة للمحافظة على موروثنا الثقافي و التاريخي". و قال بأن الشروع في تصوير هذا الفيلم يتزامن مع "فترة ذات رمزية" و هي الذكرى ال60 لاسترجاع السيادة الوطنية و اليوم الوطني للمجاهد المصادف للذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني التي كان مهندسها زيغود يوسف و انعقاد مؤتمر الصومام. للإشارة فإن الفيلم الروائي الطويل حول زيغود يوسف من إخراج مؤنس خمار و إنتاج المركز الوطني للصناعة السينماتوغرافية، حيث كتب السيناريو الخاص به الكاتب أحسن تليلاني فيما يقوم الممثل علي ناموس بالدور الرئيسي فيه. و قد جسدت المشاهد الأولى من الفيلم التي تم تصويرها بأحد الأحياء القديمة لمدينة زيغود يوسف مسقط رأس الشهيد البطل، مظاهرات للشعب الجزائري ضد المستعمر الغاشم. من جهته كشف مخرج العمل ،مؤنس خمار، أن عملية التصوير ستستغرق بضعة أشهر لا يمكن تحديد عددها موضحا بأن "الأمر هنا يتعلق بمعاينات و فصول لا يمكن تحديدها مسبقا" و مضيفا بأن "التصوير سيتم في العديد من المناطق التي سيتم تحديدها لاحقا". و قد انطلق التصوير بحضور مستشار رئيس الجمهورية السيد أحمد راشدي و ابنة الشهيد زيغود يوسف، التي شكرت بالمناسبة رئيس الجمهورية على هذه المبادرة كاشفة بأن هذا الفيلم "سيتضمن شهادات قدمتها والدتها قبل وفاتها حول زوجها الشهيد زيغود يوسف". من جهته أفاد كاتب سيناريو الفيلم ،أحسن تليلاني، بأن هذا العمل هو عبارة عن "فيلم تاريخي حربي طويل يروي سيرة حياة و كفاح زيغود يوسف منذ انخراطه في الحركة الوطنية ثم انضمامه إلى المنظمة السرية، كما يروي قصة سجنه في عنابة و تنظيمه لعملية هروب بطولية من ذلك السجن رفقة كل من عمار بن عودة و عبد الباقي بكوش و سليمان بركات علاوة على حضوره اجتماع ال22 و إشرافه على انطلاق الثورة بالشمال القسنطيني مع ديدوش مراد و تنظيم هجومات 20 أغسطس 1955 إلى غاية استشهاده في 23 سبتمبر 1956. و أضاف بأن الفيلم "غني بالحركة و المعارك و يعطي صورة ناصعة عن أحداث الثورة التحريرية بالشرق الجزائري و يصور بطولات رفقاء الشهيد الذين من بينهم لخضر بن طوبال و علي كافي و عمار بن عودة. و قد تم بهده المناسبة تكريم عائلة الشهيد زيغود يوسف.