استقبل رئيس مجلس الأمة، السيد صالح قوجيل، اليوم الأربعاء، وفدا عن لجنة الصداقة البرلمانية السعودية - الجزائرية بمجلس الشورى للمملكة العربية السعودية، برئاسة رئيس اللجنة، عساف بن سالم أبو ثنين. وخلال هذا اللقاء، أوضح السيد قوجيل أن "البرلمان الجزائري، وسعيا منه للاضطلاع بدوره في بسط التقارب بين الجزائر والسعودية، قد نصب، مطلع الأسبوع الجاري، مجموعة للأخوة والصداقة البرلمانية الجزائرية - السعودية تضم أعضاء من غرفتي البرلمان". كما اغتنم رئيس المجلس هذه الفرصة لتذكير الوفد البرلماني السعودي ب"الخطوات التي انتهجتها الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، والرامية إلى إعادة تقويم بنائها المؤسساتي بالاستناد على دستور أقره الشعب الجزائري في الفاتح نوفمبر 2020، وهي تسير بخطوات ثابتة نحو استكمال صرحها المؤسساتي وتشرع منذ مطلع العام 2022 نحو إقلاع اقتصادي حقيقي". وتم خلال هذه المقابلة تأكيد الحرص على الاستمرار في "تعزيز التشاور والتنسيق البرلماني بين الطرفين إزاء مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك وكذلك موضوعات التعاون الثنائي، في إطار الروابط التاريخية والوشيجة بين الجزائر والشقيقة السعودية، والتي تعكس الإرادة السياسية لقائدي البلدين، الرئيس عبد المجيد تبون وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز". وفي ذات الوقت، أشاد رئيس مجلس الأمة بطبيعة "العلاقات الوثيقة بين البلدين التي تعود إلى سنوات الثورة التحريرية المجيدة، والتي تتسم بالاحترام المتبادل". كما أكد حرص الجزائر على "المضي نحو مزيد من تعميق وتطوير التعاون الاقتصادي والاستثماري في أعقاب تبني البلاد لقانون استثمار جديد وفي ضوء ما يتوافر لدى الجانبين من فرص استثمارية واعدة، فضلا عن الاستغلال الأمثل لجميع المجالات المتاحة لتعزيز التكامل بينهما". وفي أُفق احتضان الجزائر للقمة العربية مطلع نوفمبر المقبل، ذكر رئيس مجلس الأمة بالمقاربة التي اعتمدها رئيس الجمهورية المرتكزة على "تمتين وحدة الصف العربي المشترك، خدمة لمصالح الأمة وقضاياها المصيرية، لاسيما في ظل الأجواء المشحونة الحالية التي تعكر صفو الساحة الدولية". كما ذكر في هذا الإطار ب "العقيدة الخارجية للجزائر القائمة على مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول والسعي إلى تسوية النزاعات بالطرق التفاوضية والسلمية مع احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها وعلى مركزية القضية الفلسطينية في العالم العربي"، مشيرا إلى أن الجزائر "لا زالت تدعم وتلتزم بمبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز وأقرتها القمة العربية ببيروت عام 2002 بالإجماع". من جهته، أكد السيد عساف بن سالم أبو ثنين في تصريح صحفي عقب اللقاء أن زيارة وفد مجلس الشورى السعودي إلى الجزائر تندرج في إطار السعي إلى ترقية العلاقات الثنائية بين البلدين، وهو الأمر الذي يوليه --كما قال-- "خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وأخيهما الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أهمية كبيرة". وذكر بالمناسبة بما "تتميز به العلاقات الثنائية المشرفة بين البلدين، والتي لطالما سعت إلى الخير، وهي العلاقات التي لا زالت تشهد تطورا في مختلف المجالات ومنها التعاون المشترك على صعيد العلاقات البرلمانية التي تجمع مجلس الشورى والبرلمان الجزائري". وأشاد السيد عساف بن سالم بمكانة الجزائر، والتي وصفها ب"الدولة الكبرى في شمال إفريقيا"، متمنيا للجزائر وشعبها "كل النجاح في تنظيم فعاليات القمة العربية المقبلة وأن تخلص إلى تقوية العالم العربي وحلحلة المشاكل التي يشهدها عالمنا العربي". وفي ختام اللقاء، توافق الجانبان حول ضرورة "تفعيل الزيارات البرلمانية بين الجانبين وفي الاتجاهين، فضلا عن تفعيل دور الدبلوماسية البرلمانية على الصعيد الدولي"، معتبرين أن ذلك "لن يتأتى دون ترقية أطر التنسيق بين برلماني البلدين". يذكر أن الوفد البرلماني السعودي يقوم بزيارة رسمية الى الجزائر في الفترة ما بين 4 و 8 أكتوبر الجاري بدعوة من مجلس الأمة.