أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية عن تفكيك جماعة إجرامية متخصصة في الاتجار بالمخدرات لها صلات بمنظمات إجرامية أخرى في عدة بلدان من بينها المغرب، وذلك في بلدة فيلاغارسيا دي أروسا بغاليسيا (شمال غرب البلاد)، وفق ما افادت وكالة الانباء الاسبانية "اوروبا برس". ووفقا للتحقيق الذي أجرته الشرطة الوطنية، فإن "زعيم" هذه الجماعة الإجرامية، رامون دورغامبيدي، كانت له صلات بمنظمات إجرامية أخرى، خاصة في المغرب والبرتغال، ولديه البنية التحتية اللازمة لنقل كميات كبيرة من المخدرات. ونقلت "اوروبا برس" عن الشرطة الاسبانية قولها أنه بعد الاعتقالات التي أجريت يوم الاثنين الماضي، وخاصة في بلدات "ريا دي أروسا"، تم أيضا تفكيك منظمة إجرامية غاليسية متخصصة في استيراد الحشيش. وفي إطار هذه العملية، أجرت قوات الأمن 23 عملية تفتيش للمنازل، اعتقلت خلالها 27 شخصا وحجزت خمسة أطنان من الحشيش. ومن بين المعتقلين ال27، أُطلق سراح 16 منهم دون اللجوء إلى المحكمة بعد استجوابهم في مقر الشرطة. كما تم الاستماع للمعتقلين ال11 الآخرين يوم الأربعاء من قبل رئيس محكمة التحقيق رقم 1 في "فيلاغارسيا دي أروسا". وبدأت التحقيقات المتعلقة بهذه العملية في سبتمبر 2021، لما تم الاطلاع على أن جماعة إجرامية كانت تحضر شحنات كبيرة من الحشيش إلى إسبانيا على متن سفن الصيد و أخرى ذات السرعة العالية. وكشف التحقيق أن أعضاء هذه الجماعة الإجرامية المتخصصة في الاتجار بالمخدرات تم تجنيدهم من قبل منظمة مغربية لتجهيز قارب رفضه أصحابه بسبب خصائصه الفنية. وبحسب الشرطة الوطنية، فإن العملية لا تزال جارية ولا يتم استبعاد اعتقالات اخرى في الأسابيع المقبلة. وكان الحرس المدني الإسباني قد تمكن في 24 سبتمبر الماضي من حجز أكثر من 14 طنا من الحشيش (القنب الهندي) القادم من المغرب، واعتقال نحو 50 عضوا ينتمون إلى منظمة متخصصة في تهريب كميات كبيرة من المخدرات على سواحل مقاطعة قادش (الأندلس) ونهر الوادي الكبير. ومنذ مطلع السنة الجارية، أعلنت السلطات الاسبانية مرارا عن ضبط و تفكيك شبكات لمغاربة ينشطون في تهريب المخدرات الى أراضيها، باستعمال قوارب أو طائرات صغيرة أو عن طريق النقل البري. يذكر أن الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات قد أفادت شهر مارس الفارط، بأن المغرب يعتبر أكبر منتج للحشيش في العالم، ولا يزال البلد المصدر الرئيسي لراتنج القنب الذي يدخل الاتحاد الأوروبي والذي يستخرج منه الحشيش. كما أكد التقرير العالمي حول المخدرات لعام 2022 الذي نشره مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC) في يونيو الفارط، أن المغرب يحتل صدارة الدول الرئيسية لمنشأ ومغادرة القنب الهندي، ما يجعل هذا البلد أكبر منتج و مصدر لهذا النوع من المخدرات. ويشير التقرير إلى المغرب باعتباره أول بلد افريقي من حيث زراعة القنب الهندي خلال العقد 2010-2020.