أفادت الجمعية المغربية لحقوق الانسان بوفاة 6 مهاجرين أفارقة بإقليم جرادة (شرق المملكة), و إسراع السلطات المغربية في دفنهم, دون السماح بالتعرف على هويتهم. و أوضحت الجمعية المغربية في منشور لها على صفحتها "فايسبوك", أن 6 مهاجرين أفارقة وجدوا ميتين يوم 14 ديسمبر بمنطقة راس عصفور بإقليم جرادة, ليتم دفنهم "دون اعطاء الوقت الكافي لممثلي سفارات الدول المعنية للتعرف على هويتهم", مشيرة الى أن ممثل احدى هذه السفارات تفاجأ عند سفره الى جرادة بأن الجثث قد تم دفنها. و ابرزت الجمعية الحقوقية المغربية أن فرعها, الذي تنقل الى عين المكان, لم يتسن له الاطلاع على نتائج التشريح الطبي. و عبرت الجمعية ذاتها عن استغرابها لوفاة 6 مهاجرين "مرة واحدة وفي مكان واحد", بسبب البرد كما تم ابلاغهم بذلك, على الرغم من أن المكان على بعد مسافة قصيرة من تجمعات سكنية ونقاط للجيش المغربي. كما تساءلت عن السبب الذي دفع بالسلطات المغربية "الى الاسراع في دفن الجثث دون السماح لمن يهمه الامر, وخاصة ممثلي السفارات, بالتعرف على مواطنيهم". وتأتي هذه الواقعة بعد محاولات المخزن دفن جثث قتلى مأساة الناظور/مليلية دون تشريح, "لطمس الحقيقة". جدير بالذكر أن الآلاف من المهاجرين الأفارقة قد قرروا العودة طواعية الى بلدانهم الاصلية, فرارا من بطش القوات المخزنية, التي صعدت من ممارساتها القمعية بحقهم, منذ مأساة 24 يونيو المنصرم على الحدود المغربية-الاسبانية, والتي خلفت مقتل ما لا يقل عن 37 مهاجرا افريقيا, جراء استخدام العنف المفرط و غير المبرر ضدهم. و أفاد تقرير حديث للمنظمة الدولية للهجرة أن 4747 مهاجرا افريقيا, ممن وصلوا إلى المغرب قصد العبور إلى أوروبا, قرروا العودة إلى بلدانهم الأصلية, وهذا مباشرة بعد أحداث الناظور/مليلية المميتة, مؤكدا أن طلبات العودة الطوعية للمهاجرين, خصوصا من أصل سوداني, زادت في الآونة الأخيرة. ونظم المهاجرون الأفارقة بالمغرب في الآونة الاخيرة عدة وقفات احتجاجية أمام منظمة اللاجئين بالعاصمة الرباط, عبروا من خلالها عن صدمتهم مما يحدث لهم في المملكة على يد قوات الأمن المخزنية, مؤكدين انهم يعيشون في "رعب" ولم تعد تحميهم حتى أوراق اللجوء, بعد أن اصبحت الشرطة المغربية تطاردهم في كل مكان. جدير بالذكر أن تقريرا للجمعية المغربية لحقوق الانسان, السبت الفارط, سجل "خروقات جسيمة" و "انتهاكات خطيرة" في "المحاكمات الجائرة" التي أقامها المخزن بحق طالبي اللجوء الأفارقة المعتقلين على خلفية مأساة الناظور/مليلية, والتي وصلت الى حد "التزوير", لإدانة هؤلاء المعتقلين ب"تهم ملفقة وثقيلة".