أكد وزير الصناعة الصيدلانية، علي عون، اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة، على ضرورة تدعيم وتعزيز الشراكة بين الجزائر والأردن في مجال الصناعة الصيدلانية، معبرا عن قناعته بالنتائج الإيجابية للشراكات العربية-العربية. وأوضح السيد عون، خلال ندوة صحفية على هامش زيارته لوحدة إنتاج تابعة لمجمع "صيدال" بالحراش (الجزائر العاصمة)، رفقة وزير الصحة الأردني، فراس الهواري، أن الشراكة في مجال الصناعة الصيدلانية بين الجزائر والأردن "ليست وليدة اليوم"، مبرزا "أنها (الشراكة) تمكنت من تحقيق أشواط كبيرة على مر السنوات". كما شدد السيد عون على "ضرورة تدعيم وتعزيز هذه الشراكة مستقبلا"، معبرا عن قناعته بالنتائج الإيجابية للشراكات العربية-العربية حيث "كل الظروف مهيأة لتحقيق نتائج جد إيجابية في مجال الصناعة الصيدلانية". من جهته، أكد الوزير الأردني أن التعاون بين الجزائر والأردن "سيتعزز في ظل رغبة قيادة البلدين في تحقيق ذلك"، مشيرا أن الشراكة الثنائية " تمكنت من تحقيق طفرة نوعية في هذا المجال على مر السنوات". كما اعتبر السيد الهواري أن "التجربة الجزائرية في مجال صناعة الأدوية طويلة جدا، ونعتبر أنفسنا جزء منها"، معبرا عن أمله في تعزيزها مستقبلا، خصوصا "مع عودة الطيران المباشر بين البلدين منتصف الشهر القادم، والذي من شأنه تقريب المسافات ويزيد من التقارب". وخلال الزيارة، التي تمت على مستوى وحدة الإنتاج المتخصصة في الأشكال الجافة، بأربعة خطوط إنتاجية، بطاقة إجمالية تزيد عن 55 مليون وحدة بيع سنويا، قدمت الرئيسة المديرة العامة لمجمع "صيدال"، فطوم أقاسم، عرضا حول مخطط تطوير المجمع وتوجهه نحو إنتاج مواد صيدلانية بيو-تكنولوجية ذات قيمة مضافة عالية، على غرار إنتاج الانسولين على شكل قارورات موجهة للمستشفيات على مستوى وحدة قسنطينة، المقررة شهر مارس المقبل، مما يسمح للجزائر بضمان وفرتها واجتياز حقبة جديدة نحو تعزيز السيادة الصحية والصيدلانية في الجزائر. وبالمناسبة، تمكن الوفد الأردني من الوقوف على مستوى التحكم التكنولوجي ومدى احترام الممارسات الجيدة للتصنيع بهذه الوحدة، وهو ما يعكس ريادة الصناعة الصيدلانية الجزائرية في القارة الافريقية، ما من شأنه المساهمة في التنويع والنمو الاقتصادي للبلاد. جدير بالذكر أن زيارة وحدة الإنتاج التابعة لمجمع "صيدال" تأتي في إطار زيارة عمل لوفد وزاري أردني إلى الجزائر. وكان وزير الصناعة، أحمد زغدار، ووزير الصناعة والتجارة والتموين الأردني، يوسف الشمالي، الذي يشغل أيضا منصب وزير العمل،قد ترأسا أمس الإثنين، أشغال اجتماع موسع بين وزراء البلدين، ممثلين لعدة قطاعات، بهدف التأسيس لانطلاقة جديدة للتعاون الثنائي. وحضر الاجتماع كل من وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، وزير الفلاحة والتنمية الريفية، محمد عبد الحفيظ هني، وزير التجارة وترقية الصادرات، كمال رزيق، وزير السياحة والصناعة التقليدية، ياسين حمادي، وزير الصحة، عبد الحق سايحي، وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، يوسف شرفة، وزير الصناعة الصيدلانية، علي عون، ووزيرة الثقافة والفنون، صورايا مولوجي، عن الجانب الجزائري. وعن الجانب الأردني، شارك في الاجتماع كل من وزيرة الاستثمار، خلود السقاف، وزير الزراعة، خالد الحنيفات، وزير الطاقة والثروة المعدنية، صالح الخرابشة، وزير السياحة والآثار، مكرم القبسي ووزير الصحة، فراس الهواري. وتندرج هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون الثنائي الجزائري الأردني في أعقاب اللقاء الذي جمع قائدي البلدين، رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وأخيه الملك عبد الله الثاني بن الحسين خلال زيارة الدولة التي قام بها إلى الجزائر يومي 3 و4 ديسمبر 2022، أين أعربا عن رغبتهما المشتركة في الارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين الشقيقين وإعطاء ديناميكية جديدة للشراكة الاستراتيجية، لاسيما في مجال الصناعة الصيدلانية.