نظم المتحف العمومي الوطني للفنون والتقاليد الشعبية بالجزائر العاصمة، اليوم الخميس معارض و ندوات حول تاريخ القصبة و لباسها التقليدي، بمناسبة إحياء اليوم الوطني للقصبة المصادف ل 23 من كل سنة. واختار المتحف الواقع بدار خداوج العمية بالقصبة السفلى، إبراز إحدى الحرف المحلية المندثرة، حرفة صناعة الشاشية، والتي تعرف أيضا بالطربوش و تعتبر قبعة رجالية من أساسيات الزي التقليدي الجزائري. وقدم فريد دحيمن، ابن الحرفي الراحل يوسف دحيمن المختص في صناعة الشاشية، عرضا لأدوات وقوالب أصلية تستخدم في صناعة الشاشية الجزائرية ذات اللون الاحمر القاني، والتي تخضع إلى عادات صارمة حيث تصنع من القطن والصوف الذي يتم وضعه في الزيت ليصبح أملسا، وكيفية الضغط عليها في القالب الحديدي المستدير و وضع خيوط الحرير باللون الأسود المعروفة ب" الشرابية". كما استرض فريد دحيمن أبحاثه حول تاريخ و أصول الشاشية و بعض أسماء الحرفيين المختصين في قصبة الجزائر الى غاية نهاية الثمانينيات، و كذا مختلف أنواع و ألوان و أشكال هذه القبعة في دول أخرى مثل تونس، ليبيا، السودان، مصر و تركيا. من جهة ثانية استمتع الحضور في ذات المناسبة احتفاء بقصبة الجزائر وتراثها بمداخلة قيمة من تقديم الباحث أحمد قريق احسين بعنوان "أولياء مدينة الجزائر و صلحاؤها"، استعرض فيها بالمخطوطات و مختلف المصادر التاريخية قائمة أهم اولياء الله الصالحين و مساجدههم وزواياهم المنتشرة عبر قصبة الجزائر و مكانة هولاء الأولياء الصالحين في الذاكرة الشعبية الجزائرية على غرار سيدي عبد الرحمن الثعالبي، سيدي امحمد بوقبرين، الوالي دادا، سيدي فليح وغيرهم.