ساهمت المرأة الفلسطينية وقدمت الكثير على مذبح الحرية والتحرير والعودة وألهمت منذ عشرينيات القرن الماضي بنضالها ضد الاحتلال البريطاني والصهيوني, الكثيرين من الأحرار في العالم ولا زالت تشكل أحد أهم عوامل الصمود والمقاومة ضد الاحتلال رغم كل محاولاته كسر إرادتها, حسب ما أكدته رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية فرع الجزائر, نسرين مقداد. وتكابد المرأة الفلسطينية, باعتبارها أما للشهيد وأختا للأسير وشهيدة وأسيرة أيضا, جبروت الاحتلال الغاشم ومرارة اللجوء, وبفضل قوة صمودها استطاعت أن تتبوأ مكانة خاصة في المجتمع الفلسطيني لتكون, عبر المشاركة في كل أشكال المقاومة, خير سند للرجل وصانعة لرجال المستقبل, حملة لواء المقاومة حتى التحرير. فقصة نضال وكفاح المرأة الفلسطينية في وجه الاحتلال اعتبرتها, السيدة مقداد, في حوار مع/واج بمناسبة إحياء اليوم العالمي للمرأة المصادف للثامن مارس من كل عالم, "قصة ملهمة لنساء العالم التواقات للتحرر والانعتاق, فقد ساهمت في تكوين أجيال للدفاع عن الوطن وحاربت لجانب الرجل, استماتت وأسرت وكانت عرضة للقتل والتعذيب, غير أن أساليب نضالها فاقت عنف الاحتلال والمستوطنين". فهي, "من ساندت أسرتها وأطفالها وصمدت وواجهت الاحتلال في كل مكان في فلسطين, في ظل ظروف قاهرة, من حصار وقتل واعتقال وحرمان من أبسط الحقوق المشروعة للإنسان", تضيف ذات المتحدثة. وأبرزت السيدة مقداد, أنه "رغم كل الصعوبات التي ولدها الاحتلال, اثبتت المرأة الفلسطينية وجودها في المجالات السياسية والثقافية والاجتماعية, فهي حاضرة كوزيرة وطبيبة ومسعفة ومعلمة وربة منزل من الطراز الأول وهي عمود وروح الأسرة الفلسطينية كونها تمنحها القوة والإيمان لاستكمال مسيرة المقاومة ضد الاحتلال". وأبدعت المرأة الفلسطينية في أساليب نضالها التي رفعت من العمل الفلسطيني المقاوم بشكل جلي وكبير - تقول السيد مقداد - على غرار تكوين وإنشاء منظمات وهيئات نسوية لخدمة المجتمع والحفاظ على الهوية الفلسطينية, مبرزة أن نضال المرأة الفلسطينية لم يبدأ مع الاحتلال الصهيوني فحسب, وإنما سجل لها التاريخ مساهمتها بكافة أشكال المقاومة, العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية إبان الانتداب البريطاني. وتزخر الذاكرة الفلسطينية بالنساء اللواتي تسلحن بالشجاعة ونجحن في تخطي الصعاب ومجابهة جبروت الاحتلال, من بينهن زليخة الشهابي التي قالت عنها رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية/فرع الجزائر, أنها شاركت بفاعلية في النضال الوطني عبر التاريخ الفلسطيني حيث كانت أول من شكل اتحاد نسائي فلسطيني مع المناضلة ميليا السكاكيني, بهدف مناهضة الانتداب البريطاني عام 1921. وفي الوقت الذي يستعد فيه العالم لإحياء عيد المرأة, نبهت نسرين مقداد, في حديثها إلى معاناة الأسيرات الفلسطينية القابعات بسجون الاحتلال حيث يتعرضن للتنكيل ولأشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي, مطالبة جميع المؤسسات الدولية والحقوقية بالإفراج عن الأسيرات والأسرى الفلسطينيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم ضدهم, وبتوفير الحماية للمرأة من انتهاكات وجرائم الاحتلال, لتتمتع بكافة حقوقها للعيش بحرية وكرامة في دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس. وتواصل المرأة الفلسطينية رغم طول سنين الاحتلال والعداون , نضالها بمختلف أماكن اللجوء والشتات وتمساهم بفعالية في النضال الوطني ضد المستعمر ومجابهة مشاريعه الاستيطانية وكافة مخططاته العدوانية التي تهدف للالتفاف على الحقوق الوطنية الفلسطينية من حق العودة وتقرير المصير وتجسيد الاستقلال الوطني وإقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس.