استلم المتحف الولائي للمجاهد بقالمة اليوم الأربعاء بقايا طائرتين عسكريتين فرنسيتين تم إسقاطهما من طرف المجاهدين إبان الثورة التحريرية المباركة بجبال "هوارة" بإقليم بلدية بني مزلين. وقد تم تسليم هذه المقتنيات المتحفية غير بعيد عن المكانين اللذين أسقطت فيهما الطائرتان وذلك ضمن البرنامج الرسمي الذي أشرفت عليه والي الولاية السيدة حورية عقون إحياء للذكرى ال66 لمعركة قلعة فيالة الكبرى التي وقعت ذات ال17 مايو 1957 بجبال هوارة في جزئها التابع إقليميا لبلدية بني مزلين بقيادة الشهيد عيسى بوكموزة المدعو "صالح الحروشي" الذي سقط في ميدان الشرف في نفس اليوم رفقة 23 شهيدا آخرين من بينهم 7 مدنيين. وتتمثل المقتنيات المسلمة للمتحف من طرف مصالح بلدية بني مزلين في بقايا طائرة كشافة (الطائرة الصفراء) أسقطت في معركة بئر العناني من ذات البلدية بتاريخ 21 نوفمبر 1956 وكذا بقايا طائرة عمودية أسقطت من طرف مجاهدي الثورة التحريرية المباركة في إحدى المعارك التي كانت شهر أكتوبر 1961 والتي تسببت في حريق كبير بجبال هوارة. وحسب المعلومات التي استقتها وأج بعين المكان فإن بقايا الطائرتين المتمثلة في أجزاء من المحركين والأجنحة تم إخراجها من طرف السلطات المحلية للبلدية في الأسابيع الماضية من مكان سقوطهما في الأماكن الجبلية الوعرة وذلك بعد سنوات طويلة من بقائها مرمية تقاوم الظروف الطبيعية والأعمال التخريبية حيث تم إتلاف أجزاء كبيرة من هيكلهما الخارجي. وأفاد مدير المجاهدين وذوي الحقوق بالولاية، حسين زيرق، بأن تسليم القطع المسترجعة من هاتين الطائرتين للمتحف الولائي يندرج في إطار المجهودات المبذولة لحماية الذاكرة الوطنية وتعريف الأجيال المتعاقبة بالبطولات الكبيرة التي قام بها جيل الثورة في سبيل نيل الاستقلال مبرزا بأن ولاية قالمة التي كانت منطقة عبور رئيسية لقوافل جيش التحرير الوطني لجلب السلاح من تونس الشقيقة شهدت وقوع الكثير من المعارك التي ألحق فيها المجاهدون خسائر فادحة بالمستعمر الفرنسي. من جهته ذكر المجاهد بوجمعة فيصلي المدعو "المقرون " والذي شارك في عدة معارك بالمنطقة من بينها معركة قلعة فيالة الأولى (17 مايو 1957) والثانية (28 فبراير 1958) بأن مجاهدي جيش التحرير الوطني تمكنوا من إسقاط ما لا يقل عن 4 طائرات عسكرية بجبال هوارة مضيفا بأن الاستعمار الفرنسي قام بأعمال انتقامية كبيرة ضد السكان حيث لجأ إلى أعمال الحرق و القنبلة العشوائية للمنطقة بالطائرات واستعمال قنابل "النبالم". فيما أوضح مدير متحف المجاهد السيد ياسين شعبان في تصريح ل/وأج بأنه تم وضع القطع المستلمة في قاعة العرض الخاصة بالمتحف إلى جانب قطع طائرات أخرى أسقطها المجاهدون بمناطق أخرى من الولاية مبرزا بأن القطع المعروضة للزوار تجسد البطولات والشجاعة منقطعة النظير التي كان يتحلى بها جيل الثورة في مواجهته المفتوحة مع المعدات العسكرية المتطورة للمستعمر الفرنسي. وقد أشرفت السلطات الولائية بالمناسبة على وضع حيز الخدمة لخزان مائي بسعة 100 متر مكعب مع قنوات الجلب و التوزيع لتزويد حيي بئر غضاب و عواشرية محمد ببلدية بني مزلين بمياه الشرب وإطلاق مشروع لتهيئة حي عواشرية نفسه إضافة إلى تدشين المصلحة البيومترية للحالة المدنية ببلدية جبالة خميسي المجاورة.