يشارك فيلم "زينات, الجزائر والسعادة" للمخرج الجزائري محمد لطرش في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة للدورة ال6 لمهرجان الجونة السينمائي الدولي بمصر, حسب ما أفاد به اليوم الاثنين منظمو هذه التظاهرة. وسيقدم فيلم "زينات, الجزائر والسعادة" (2023) في عرضه الشرفي الأول أمام جمهور المهرجان وهذا ضمن منافسة الأفلام الوثائقية الطويلة, إلى جانب 11 عملا آخر على غرار "إيكو" (المكسيك، ألمانيا) و"عدم الانحياز: مشاهد من بكرات لابودوفيتش" (صربيا). ويحكي لطرش في عمله الجديد مسار المناضل والمخرج والممثل محمد زينات من خلال اقتفاء أثر فيلمه الوحيد "تحيا يا ديدو" (1971), فهو بمثابة تكريم لهذا المثقف الكبير الذي ارتبط اسمه بهذا العمل الأيقوني الذي يمكن اعتباره المرآة العاكسة لشخصيته الفنية. وكان زينات قد تناول في فيلمه "تحيا يا ديدو" حال القصبة غداة الاستقلال بنظرة فنية جمالية جمعت بين الشاعرية والواقعية, وقد تميز العمل خصوصا بمشهد صديق المخرج الشاعر حيمود براهيمي المعروف ب "مومو" الذي خاطب المدينة انطلاقا من البحر في حوارية شاعرية لا تزال الأجيال تحفظ أبياتها. وقد استعان المخرج بعناصر ثقافية جزائرية كالفانتازيا والفرقة النحاسية والحايك ومختلف مظاهر الحياة التقليدية في أزقة القصبة, كما قدم مشاهد حية ليوميات الجزائريين بالحي العتيق في لغة تعبيرية تراوحت بين التوثيقية والروائية. ويعتبر زينات (1932- 1995) من بين أهم المخرجين في تاريخ السينما الجزائرية ومن صناع مجدها, حيث كانت بداياته مع التمثيل المسرحي قبل أن يشتغل كمساعد مخرج مع إينيو لورانزيني في فيلم "أيادي طليقة" (1964) وجيلو بونتيكورفو في "معركة الجزائر" (1966). وانتقل بعدها زينات إلى التمثيل حيث عمل كممثل في أفلام عديدة بينها "مونوغابي" (1968) و"القندول" (1970), وهو من الممثلين القلائل الذين جسدوا دور الإنسان "العربي" في الأفلام الفرنسية خلال فترة السبعينيات. وسبق للمخرج وكاتب السيناريو محمد لطرش, وهو من مواليد 1973 بسيدي بلعباس, تقديم عدة أعمال سينمائية على غرار الفيلمين الوثائقيين "بوجمعة ودار السينما" (2019) و"في البحث عن الأمير عبد القادر" (2004), وكذا الفيلم الروائي القصير "شائعة .. إلخ" (2003). وستعرف الدورة السادسة لمهرجان الجونة السينمائي الدولي مشاركة 14 فيلما روائيا طويلا في مسابقته الرسمية (مسابقة الأفلام الروائية الطويلة), من مختلف دول العالم, منها أفلام عالمية تعرض لأول مرة, مع برمجة فعاليات وندوات وتكريمات لشخصيات فنية. ويهدف هذا المهرجان, الذي تأسس في 2017 بمدينة الغردقة (شرق مصر), إلى عرض مجموعة من الأفلام المتنوعة للجمهور الشغوف بالسينما, كما يسعى لخلق تواصل أفضل بين الثقافات من خلال السينما, وضمان تواصل بين صناع الفن السابع من المنطقة بنظرائهم الدوليين من أجل تعزيز روح التعاون والتبادل الثقافي, وفقا للمنظمين.