أكد رئيس المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان, رامي عبده, اليوم الخميس, أن ما يجري في قطاع غزة يرمي الى "ضرب منظومة العدالة الدولية", مضيفا أن المجتمع الدولي "فشل في التعامل" مع الاحتلال الصهيوني بخصوص عدوانه على القطاع. وقال رامي عبده في تصريح صحفي إن ما يجري في القطاع "أمر بائس ضرب منظومة العدالة الدولية وكل الأسس التي سعى المجتمع الدولي لها من قوانين و آليات دولية, ولم يعد لها معنى على الإطلاق". و أضاف أن "حدود ما يقدمه المجتمع الدولي إزاء جرائم في سابقة فريدة من نوعها تبث مباشرة على الهواء في قطاع غزة, هي تصريحات مثل التي أدلى بها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والتي لا تؤثر كثيرا على الحالة الفلسطينية في غزة, وإنما الأمر لا يتعدى أكثر من الإحاطة لأعضاء المجلس وللمجتمع الدولي عن هذه التداعيات الخطيرة التي وصلت حد التجويع في مختلف مناطق قطاع غزة". وتابع أن هذه الإحاطة "لا تعني الكثير لمجلس الأمن الذي سيبقى في حالة انقسام بفعل الإرادة الأمريكية بشكل أساسي ومعظم الدول الغربية, وبالتالي المجتمع الدولي فشل في اختبار التعامل" مع العدوان الصهيوني على قطاع غزة. وكان أنطونيو غوتيريش قد قرر أمس الأربعاء تفعيل المادة 99 من ميثاق الأممالمتحدة التي تمنح الأمين العام صلاحية لفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين, وهو ما يقع في قطاع غزة. و أوضح رئيس المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان أن ما يجري في القطاع اليوم "فاق كل التصورات, فنحن نتحدث عن إبادة فظيعة لعدد كبير من السكان, ونتوقع أن عدد الضحايا يمكن أن يتجاوز 30 ألف, خاصة و أن هناك عدد كبير منهم مازال تحت الأنقاض ومن المفقودين, بالإضافة إلى 45 ألف جريح, وهذا يعني أن 3.5% من سكان غزة تم قتلهم وجرحهم وهذا رقم مهول". و أشار إلى أنه "لم يعد أمام الفلسطينيين إلا اللجوء إلى قوة الشارع الذي يجب عليه أن يتحرك ويضغط على صناع القرار السياسي حول العالم", منوها بأن "الآليات الدولية لحقوق الإنسان والوكالات الأممية حتى اليوم في غزة لا تستطيع فعل شيء, حتى برنامج الغذاء العالمي لا يستطيع أن يقدم شيئا للناس التي تضرع جوعا في القطاع المحاصر". و ارتفعت حصيلة العدوان الصهيوني على قطاع غزة والضفة الغربية إلى أكثر من 16.456 شهيدا اضافة الى 42.250 جريحا غالبيتهم من الأطفال وكبار السن والنساء منذ السابع من اكتوبر, حسب ما ذكرته وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) اليوم الخميس.