لا يزال الاحتقان قائما بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان بمختلف الجامعات المغربية, حيث يواصل الطلبة مقاطعتهم واحتجاجاتهم, في ظل تنصل الجهات المسؤولة من التزاماتها و مسؤولياتها و انغماسها في خدمة أجندتها الشخصية دون ايلاء الاهتمام لتدمر هذه الفئة. وفي ظل استمرار مسلسل شد الحبل بين الحكومة ممثلة في وزارتي الصحة والتعليم العالي وطلبة الطب والصيدلة, دعت شبيبة اليسار الديمقراطي وزيري الصحة و التعليم العالي إلى الاستجابة لطلبات الاجتماع التي قدمها طلبة الطب لتدشين حوار معمق حول مطالبهم ووقف كل أشكال التضييق التي يتعرضون لها. ووجهت شبيبة اليسار الديمقراطي مذكرة للوزيرين تدعوهما فيها لتوجيه عمداء كليات الطب والصيدلة ومختلف المؤسسات المعنية من أجل الكف عن كل أشكال التضييق الممارسة على حقوق وحريات الطلبة. كما دعت إلى وقف كل المتابعات التي سطرها عمداء الكليات ورؤساء الجامعات في حق طلبة الطب والصيدلة وإيقاف المجالس التأديبية الصورية التي أحيلوا عليها دون احترام أدنى حد للقانون التأديبي الجاري به العمل. وفيما يتعلق بالمطالب المرتبطة بالتكوين والتدريب, طالبت المذكرة بالاحتفاظ بمدة التكوين المتمثلة في 7 سنوات, بالنظر للاعتبارات الواردة في الملف المطلبي للجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان, مؤكدة على ضرورة التفاعل الإيجابي مع مذكرة الطلبة والاستئناف الآني والمستعجل للعمل على النظام الجديد للسلك الثالث وإعادة النظر في الوضعية القانونية للمقيم داخل وخارج المراكز الاستشفائية. وبخصوص فشل الحكومة في وضع حد للاحتقان المتنامي داخل أسوار كليات الطب والصيدلة, طالبت الشبيبة بالإسراع في الحوار والتفاوض مع الطلبة "لتفادي هدر الزمن الجامعي في قطاع الصحة والتعليم العالي". وأكدت أن الأخذ بالمطالب والتفاعل بجدية من خلال فتح باب الحوار المسؤول والمثمر حول القضايا التي تثيرها لجنة الطلبة, من شأنه أن يساهم في الحد من هذه الأزمة ذات المسببات والأبعاد المتعددة, ويفتح الأفق, إلى جانب المجهودات المبذولة, نحو تعزيز إصلاح منظومة التعليم العالي, ولا سيما المرتبط بالمهن الصحية والطبية والقطاع الصحي. وأبرزت أن من شأن هذا الأمر أن يعود بالنفع على جودة التكوين والتدريب وتحسين جودة الخدمات الصحية والطبية مستقبلا والرفع من مؤشرات التنمية البشرية, وتحقيق مرفق صحي قادر على تحقيق كرامة المواطنات والمواطنين. يشار الى أنه أمام انعدام رؤية مستقبلية ايجابية من قبل الحكومة لاحتواء هذه الازمة الخانقة التي تعصف بالجامعات, دعت عدد من النقابات خلال الايام القليلة الماضية, إلى حوار جاد ومثمر لتجاوز الوضع المقلق والاحتقان الذي يعيشه قطاع الصحة, وفي صفوف طلبة الطب والصيدلة, مع مطالبته بوقف كل القرارات التأديبية المتخذة في حق الأساتذة بسبب إضراباتهم الأخيرة. و يعيش قطاع الصحة حالة من الاحتقان المتصاعد المستمر, من خلال احتجاجات الأطباء والممرضين والتقنيين, في الوقت الذي تتنصل فيه الحكومة من مسؤولياتها و تتجاهل التعامل البناء والإيجابي مع مطالب مهنيي الصحة باعتبارهم حجر الزاوية في إصلاح المنظومة الصحية الوطنية التي أساسها المستشفى العمومي.