تواصل النقابات الصحية في المغرب التصعيد في وجه الحكومة المخزنية حيث دخل الممرضون وتقنيو الصحة, يوم الأربعاء, في إضراب جديد يمتد لثلاثة أيام احتجاجا على صمت وتجاهل الحكومة ووزارة الصحة وعدم الاستجابة للمطالب. و أوضحت النقابة المستقلة للممرضين أن هذا الإضراب الذي يشل كل المرافق الصحية باستثناء مصالح الاستعجالات والإنعاش والعناية المركزة, يأتي في سياق البرنامج الاحتجاجي الذي يهدف إلى التصدي للمخططات الرامية إلى زعزعة الاستقرار المهني للممرضين وتقنيي الصحة. و صاحب الإضراب أشكال احتجاجية جهوية وإقليمية, عبر وقفات ومسيرات واعتصامات و افطارات جماعية, ناهيك عن مواصلة حمل الشارة السوداء بكل المستشفيات تعبيرا عن السخط والغضب الذي ينتاب هذه الفئة. و أمام تنصل الجهات المسؤولة عن التزاماتها, أكدت النقابة تشبثها بكل مكتسبات الوظيفة العمومية بما فيها صفة "موظف عمومي" تابع لوزارة الصحة, والاستقرار الوظيفي ومركزية الأجور, رافضة محاولات الحكومة إلقاء العجز على كاهل الأطر التمريضية والتلاعب بمصيرهم. من جهة أخرى, عبرت النقابة عن رفضها خصخصة المؤسسات الصحية تحت ذريعة التمويل المبتكر, باعتبار ذلك بابا من أبواب الإجهاز على الصحة العمومية وتهديدا لاستقرار الأطر الصحية العاملة بها. و يعيش القطاع الصحي منذ أسابيع حالة من الاحتقان, حيث يشهد احتجاجات وإضرابات متكررة خاضتها مختلف نقابات القطاع, حيث لا يزال الاحتقان قائما بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان بمختلف الجامعات المغربية, في ظل عدم مبالاة الحكومة و تجاهلها المستمر للمشاكل الطلابية. و أطلقت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة سلسلة من اللقاءات مع مختلف الفاعلين, من الأحزاب السياسية والهيئات النقابية والحقوقية والمدنية, بهدف "بسط الحقائق وتصحيح المغالطات المتداولة بشأن الملف المطلبي للطلبة وظروف تكوينهم والأسباب وراء دخولهم في مقاطعة شاملة منذ أزيد من شهرين",الا أن التجاهل الحكومي أدى إلى تأجيج حالة الاستياء العام وعدم الثقة في القيادات الحالية. و كانت المستشفيات في المغرب عرفت يوم 29 فبراير المنصرم إضرابا واسعا خاضته النقابات الصحية, خلف شللا شبه تام بالمرافق الصحية, احتجاجا على عدم وفاء الحكومة بالتزاماتها. و تواصل النقابات في تسطير برامج احتجاجية تصعيدية بسبب تخلف الحكومة عن الوفاء بالتزاماتها ووعودها بالاستجابة لمطالب عمل القطاع. يشار الى أن قطاع الصحة في المغرب يعيش حالة من الاحتقان الناجم عن عدم اقتناع المستخدمين بالعرض الحكومي الذي قدمه وزير الصحة للنقابات خلال جلسات الحوار القطاعي, ما أثار تدمر مهني القطاع أمام تنصل الجهات المسؤولة من التزاماتها و مسؤولياتها و انغماسها في خدمة أجندتها الشخصية دون ايلاء الاهتمام لتدمر الشارع و الاحتجاجات المستمرة.