يزداد الوضع بقطاع الصحة في المغرب تأزما بعد عودة التصعيد الى الواجهة في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان الذي سيخوض بدء من غد الاثنين اضرابا وطنيا و مسيرة "الصمود الوطنية" في اليوم الموالي, فيما ستشهد كل المؤسسات الصحية شللا عاما في أعقاب اضراب مماثل الثلاثاء القادم على مدى يومين. واحتجاجا على استمرار أزمة التكوين الطبي والصيدلي, و في ظل استمرار تجاهل الحكومة لملفاتهم المطلبية, أعلنت "اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة", في بيان, أنه "امتدادا للمسلسل الاحتجاجي الطلابي, في ظل استمرار أزمة التكوين الطبي والصيدلي بالمغرب التي دامت لأزيد من 4 أشهر, تعلن اللجنة انخراط طلبة السنة السادسة والسابعة في إضراب وطني عن التداريب الاستشفائية". و كانت ذات اللجنة قد أكدت أن نضالها "جاء بعد تراكمات وفجرته قرارات أحادية على رأسها الرفع من عدد الوافدين وتقليص عدد سنوات التكوين", معتبرة أن الحكومة "وعلى عكس ما تدعيه, لم تقم بالاستجابة لأهم المطالب, وإلا لكان الطلبة أوقفوا إضرابهم الذي دام لأربعة أشهر". وأوضحت أن الأزمة بلغت "مرحلة خطيرة, إذ رغم وجود أرضية مشتركة للحوار, ورغم مشروعية المطالب ترفض الحكومة استدعاء اللجنة للحوار, بل وتتهم اللجنة بعرقلته", مستغربة لما أسمته "حجم التضليل والتكذيب وحتى التشكيك في وطنية الطلاب المضربين أحيانا ونزع الاستقلالية عن حراكهم فقط لكونهم طالبوا بتحسين التكوين بالكليات". و انتقدت ما اعتبرته "إغلاقا" لباب الحوار من قبل الحكومة و "عدم تعاطيها بشكل جدي مع الأزمة التي امتدت لخمس أشهر من الإضراب ومقاطعة الدروس", منبهة إلى أن ما يثار من قبل الحكومة بشأن التوصل لاتفاق معها بخصوص الملف المطلبي للطلبة "لا أساس له من الصحة". بدورهم, أكد الطلبة مواصلتهم المقاطعة التي دامت أربعة أشهر, حيث أن 25 ألف طالب لا يزالون في إضراب مفتوح, فضلا عن حوالي 2 في المئة من طلبة كل دفعة لم يوافقوا على المقاطعة المفتوحة التي تم التصويت عليها بأغلبية ساحقة. ويخوض طلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة منذ بداية الموسم الجامعي الحالي احتجاجات واسعة النطاق للمطالبة بإصلاح تكوينهم ويرون بأن حراكهم قوبل ب"حملة قمعية من طرف الوزارتين الوصيتين تمثلت في غلق باب الحوار بشكل مطلق وشن حملة إعلامية ضد الطلبة ومنع تنظيم أي أنشطة طلابية, وصولا إلى حد التهديد بالطرد ومعه الضغط على الطلبة المقاطعين". و تزايدت وتيرة القمع في الشهر الأخير حيث تم استدعاء أكثر من 66 طالبا للمثول أمام المجالس التأديبية وتوقيف 20 طالبا عن الدراسة لمدة سنة أو سنتين ورفع شكاية ضد ممثلي الطلبة بوجدة واقتياد طلبة إلى مراكز الشرطة ومنع عدد منهم من التنقل". و يضم الملف المطلبي لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان التراجع عن قرار تقليص سنوات الدراسة من سبع إلى ست سنوات فيما يخص طلبة الطب وتحسين هيكلة السلك الثالث ومراعاة عدد المراكز الاستشفائية في تحديد أعداد الطلبة الوافدين بما يضمن جودة التكوين ورفع تعويضات المتدربين. و بالموازاة مع التصعيد غير المسبوق التي تشهده هذه الكليات, أعلن تنسيق نقابي لقطاع الصحة عن إضراب وطني يومي الثلاثاء و الاربعاء المقبلين عبر كل المؤسسات الصحية, مع استثناء أقسام الإستعجالات والإنعاش, وهو السادس من نوعه في أقل من شهرين, احتجاجا على "استمرار تجاهل الحكومة وتعنتها في الاستجابة لمطالب وانشغالات عمال القطاع", ليأتي عقب إضراب مماثل شل القطاع, في 24 و25 أبريل المنصرم.