تتواصل الحرب الصهيونية المدمرة للبيئة الطبيعية والتنوع البيولوجي (الحيوي) في الاراضي الفلسطينية المحتلة على مدار أكثر من سبعة عقود الى غاية اليوم, مخلفة آثارا وخيمة على البيئة الطبيعية على المدى الطويل. وتتعرض البيئة الطبيعية في قطاع غزة والتي تتميز بالتنوع الحيوي الغني من حيث النباتات والحيوانات البرية, إلى الحرب الفوسفورية والذخائر غير المتفجرة المحرمة دوليا و الغازات المكثفة الخطيرة التي لم يشهد لها التاريخ العسكري مثيلا, لجعل قطاع غزة منطقة غير قابلة للحياة. ويشهد قطاع غزة في اليوم العالمي للتنوع البيولوجي, تسارع وتيرة الدمار الشامل لبيئته الطبيعة والتي تمتد إلى سنوات الاحتلال الطويلة, حيث ألقى الاحتلال 75 ألف طن من المتفجرات على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي, وفقا لتقارير رسمية, وهو ما معدله 500 قنبلة في اليوم. وقد خلفت المجازر الصهيونية عواقب وخيمة على البنية التحتية والصحة العامة والموارد المائية وأدت إلى تلوث المياه واستنزاف المياه الجوفية وتدهور التربة والزراعة وإمدادات الطاقة والنظام المناخي وتلوث الهواء والنظم الإيكولوجية البحرية والتلوث من الأسلحة, وتدمير الموائل الطبيعية (البيئة التي يعيش فيها الكائن الحي من غابات ومراعي وصحاري ومياه). وكانت سلطة جودة البيئة الفلسطينية, قد أشارت إلى أن مكونات الحياة البرية من تنوع نباتي وحيواني على اليابسة وفي عرض بحر القطاع تعرضت لأقوى أشكال التدمير على مر العصور, نتيجة استخدام أنواع من المتفجرات والأسلحة, ما أدى إلى تدمير موائل الحيوانات البرية وقتلها وحرق كل أشكال الحياة النباتية, بما في ذلك الأشجار والشجيرات والأعشاب التي منها ما هو متوطن في ظروف البيئة الساحلية وشبه الساحلية, ما يحول مستقبلا دون قدرتها على التكاثر أو إصابتها بطفرات وتشوهات نتيجة للتلوث بكل أشكاله. وأضافت أن العدوان الصهيوني أدى إلى تلويث الماء والهواء والتربة, وحرق الأرض بكل تضاريسها, محولا المكان إلى جبال تتكون من ملايين الأطنان من النفايات الإنشائية المختلطة بالنفايات الطبية والمنزلية ومياه الصرف الصحي ومياه الأمطار, ليصل جزء كبير منها إلى البحر مرورا بمحمية وادي غزة, والتي اعتمدتها السلطة الوطنية الفلسطينية في أواخر التسعينيات من القرن الماضي, نظرا إلى أهميتها من منظور بيئي, فتحولت اليوم بفعل الأسلحة المحرمة دوليا إلى مقبرة جماعية لكل أشكال الحياة من بشر ونبات وحيوان وقد تم تدمير أحد أهم مسارات هجرة الطيور العالمية في فصول مختلفة من السنة. وبالمناسبة دعت الاممالمتحدة الى حماية التنوع البيولوجي في العالم من الآثار الحروب والنزاعات المسلحة, حيث يعتبر تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي (بالإضافة إلى التلوث) جزءا من أزمة كوكبية ثلاثية مترابطة يواجهها العالم اليوم, مشيرة إلى وجوب معالجتها لتأمين مستقبل ملائم للحياة على هذا الكوكب. كما أكدت المنظمة الأممية على أن تغير المناخ يؤثر على صحة النظم البيئية, مما يؤدي إلى تحولات في توزيع النباتات والفيروسات والحيوانات وحتى المستوطنات البشرية وأن تراجع خدمات النظم الإيكولوجية مثل فقدان الغذاء والدواء وسبل العيش التي توفرها الطبيعة تؤثر على صحة الإنسان. وتقول الأممالمتحدة أن موارد التنوع البيولوجي هي الركائز التي نبني عليها الحضارات. فالأسماك تتيح 20% من البروتين الحيواني لزهاء ثلاثة مليارات نسمة. و تتيح النباتات أكثر من 80% من النظام الغذائي البشري. ويعتمد ما يقرب من 80% من السكان الذين يعيشون في المناطق الريفية في البلدان النامية على الأدوية النباتية التقليدية للحصول على الرعاية الصحية الأساسية.