احتضنت أوبرا الجزائر "بوعلام بسايح" بالجزائر العاصمة, سهرة أمس الخميس, عرضا فنيا تاريخيا بعنوان "قبلة الأحرار", بمناسبة إحياء الذكرى ال62 لعيدي الاستقلال والشباب مازج بين الكوريغرافيا والموسيقى والتكنولوجيات والمؤثرات الرقمية والسمعية البصرية ليروي عبر لوحات عديدة محطات مضيئة من تاريخ الجزائر ونزعة التحرر الراسخة لدى الجزائريين على مر العصور. وحضر هذا العرض رئيس المجلس الشعبي الوطني, إبراهيم بوغالي, ورئيس المحكمة الدستورية, عمر بلحاج, ومدير ديوان رئاسة الجمهورية, بوعلام بوعلام, ومستشارون لدى رئيس الجمهورية, ووزير المجاهدين وذوي الحقوق, العيد ربيقة, ووزيرة الثقافة والفنون, صورية مولوجي, وأعضاء آخرون من الحكومة وممثلو هيئات وطنية وجمعيات وكذا الأسرة الثورية, بالإضافة إلى ضيف الجزائر, وزير شؤون قدماء المحاربين بجمهورية الصين الشعبية, باي جينجيا والوفد المرافق له. وفي كلمته قبيل بداية العرض, أشار السيد ربيقة إلى أن الاحتفاء بالذكرى ال62 لعيدي الاستقلال والشباب "تميز هذا العام باعطاء طابع خاص لهذه الذكرى وهي اشتراك وتعاضد كافة أطياف المجتمع لإحياء هذا اليوم", مضيفا أنه "وكما أن الشعب هو الذي احتضن الثورة حتى الاستقلال فالثورة ثورته والاستقلال استقلاله", مبرزا أيضا أن "الجزائريين على الدوام يفخرون بأيامهم المشهودة عبر مراحل تاريخهم المجيد". وأضاف الوزير أن "الجزائر اليوم تخوض مرحلة جديدة عمادها التعامل مع مختلف الرهانات بنفس جديد والتطلع لرفع التحديات المفروضة بكامل الثقة في قدراتنا ومقدراتنا", مؤكدا أن "انتصارات الجزائر في عهدها الجديد بفضل رجالها الأوفياء ومؤسساتها الدستورية القوية وفي مقدمتها الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني والتقدير لكل الأسلاك الأمنية والنظامية التي تحفظ الوطن". وقال الوزير أن مشاركة وزير قدماء المحاربين لجمهورية الصين الشعبية في إحياء ذكرى عيد الاستقلال اليوم "يعيد لذاكرتنا مواقف الصين بقيادتها وشعبها الكريم, والذاكرة الوطنية لاتنسى تلك المواقف المنحوتة بالنور التي وقفتها الصين مساعدة ومؤيدة لثورتنا التحريرية ومنها كانت المآزرة المتبادلة بين البلدين بمواقف مشهودة التي هي اليوم السند الذي وثق عرى علاقات التعاون في شتى المجالات لا سيما في ظل الشراكة الاستراتيجية التي أضفت على وشائج العلاقات التاريخية التحاما صميما بالمستقبل الثنائي الواعد". ويحتفي عرض "قبلة الأحرار", وهو من إنتاج وزارة المجاهدين وذوي الحقوق, على مدار قرابة ساعتين وعبر تسعة مشاهد, بمحطات من تاريخ الجزائر ومقاومة أبنائها للغزاة عبر التاريخ, حيث رسم لوحات غنائية واستعراضية جميلة نابضة بالفخر والاعتزاز بإنتصارات المقاومة الجزائرية منذ التاريخ القديم ولغاية إندلاع الثورة الجزائرية في الفاتح نوفمبر 1954. وتميز هذا العرض بالأداء التمثيلي والإمتاع الموسيقي والبصري الذي حقق الفرجة, وهذا برؤية جمالية وتقنية متناغمة, من خلال تقديم لوحات كوريغرافية راقصة وغنائية و تشكيلات سينوغرافية بأحدث التقنيات البصرية الرقمية والهولوغرام عمقت من رسائل النص وحبكته الدرامية والحوارية, وقد أبرز العمل أيضا روح التحرر لدى الجزائريين منذ القدم, ودور المرأة الجزائرية إبان الثورة, كما جسد صورا من صمود وكفاح الشعب الجزائري. وفي هذا الإطار، أشار مصمم ومخرج العمل، أحمد رزاق, إلى أن "هذا العرض الملحمي التاريخي يقدم فسيفساء من الطبوع الفنية التي تمازج بين الحداثة وعراقة التعابير الفنية الجزائرية وتنوعها, حيث تم التركيز على دلالات البعد الإنساني وعمق الانتماء الجزائري الذي ميز مختلف الحقب التاريخية, وذلك بمشاركة أكثر من 200 فنان في شتى التخصصات من أجيال مختلفة في مجالات المسرح والغناء والتمثيل".