أكد المشاركون في أشغال مؤتمر إعلان التعهدات لوكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (أونروا) أن الوكالة تبقى العمود الفقري للعمليات الإنسانية في غزة وأنه لا بديل عنها, مشددين على أن الأونروا مستهدفة بسبب دورها في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين. وفي كلمته خلال الاشغال, جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش, التأكيد على أن الوكالة تبقى العمود الفقري للعمليات الإنسانية في غزة وأنه لا بديل عنها, وأن عملها يشكل "أحد أعظم العوامل التي توفر بصيص أمل وقدرا من الاستقرار في منطقة مضطربة". ونبه غوتيريش إلى أنه "بدون توافر الدعم والتمويل اللازمين للأونروا, سيفقد اللاجئون الفلسطينيون شريان الحياة الحرج وآخر بصيص أمل في مستقبل أفضل". وقال أمام الاجتماع الذي يعقد كل عام للمساعدة في سد الفجوة المالية بين ما تم التعهد به للأونروا وما تحتاج إليه, إن "هذا العام يختلف عن غيره, فصحيح أننا نواجه فجوة واسعة في التمويل, لكن الفلسطينيين أيضا يواجهون فجوات صارخة في جميع المجالات". وقال الأمين العام إن "الزملاء العاملين في الأونروا لم يسلموا من هذا الرعب فقد قتل 195 موظفا من موظفي الأونروا, وهو أعلى عدد من الموظفين القتلى في تاريخ الأممالمتحدة", لافتا إلى أن الوكالة تتعرض أيضا للاستهداف بطرق أخرى. بدوره, قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دينيس فرانسيس, "انه أمر مقلق للغاية أن نرى الأونروا تقف حاليا على شفا الانهيار المالي, بالنظر إلى الخدمات الأساسية التي تقدمها الوكالة وموظفوها". وأكد أنه منذ تأسيسها عام 1949, جسدت الأونروا "أفضل ما في عملنا الميداني لعقود من الزمن, واكتسبت سمعة كمنارة أمل في منطقة تعاني من الاضطرابات بشكل روتيني", مذكرا بأن الوكالة توفر الحماية ل5.9 مليون لاجئ مسجل, بما في ذلك الفئات الضعيفة مثل النساء والأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة, وتدير 58 مخيما معترفا به للاجئين الفلسطينيين, وتلبي الاحتياجات الإنسانية الماسة لأكثر من 1.6 مليون شخص في جميع أنحاء الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية, بما في ذلك القدس الشرقية. من جهته, حذر المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني من "جهود جارية" ترمي إلى تفكيك الوكالة وتغيير المعايير السياسية الراسخة للسلام في الأرض الفلسطينيةالمحتلة, مضيفا أن هذا يشمل "هجمات شرسة" على وسائل التواصل الاجتماعي, ومقترحات تشريعية لطرد الوكالة من مقرها في القدس الشرقية وتصنيفها ك "منظمة إرهابية". وقال لازاريني, إن "الأونروا مستهدفة بسبب دورها في حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين, ولأنها تجسد إلتزاما دوليا بالحل السياسي", مشددا على أن الفشل في الرد من شأنه أن يترك كيانات الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الأخرى عرضة لهجمات مماثلة. وأضاف أنه بالنسبة للنداء الإنساني العاجل لصالح الأرض الفلسطينيةالمحتلة الذي يدعو لتوفير 1.2 مليار دولار لتغطية الاحتياجات الإنسانية الحرجة حتى نهاية العام, بالإضافة إلى النداء العاجل لكل من سوريا ولبنان والأردن, لم يتم تمويلهما إلا بنسبة لا تتجاوز 20 في المئة. وشدد المفوض العام للأونروا على أنه اذا "التزم المجتمع الدولي بحل سياسي, يمكن للأونروا استئناف دورها في دعم الانتقال المحدد زمنيا, وتقديم التعليم والرعاية الصحية الأولية والدعم الاجتماعي". بدوره, قال المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة رياض منصور إنه بعد مرور 75 عاما على إنشاء الأونروا, من قبل الجمعية العامة عام 1949, لا تزال محنة اللاجئين الفلسطينيين مستمرة. وأضاف "مرت تسعة أشهر طويلة ومؤلمة ومروعة, ولم يعد هناك مكان آمن للاجئين في غزة, حتى تحت راية الأممالمتحدة, حيث لا تزال مدارس الأونروا مستهدفة وتقصف من قبل قوات الاحتلال الصهيوني في هجوم تلو الآخر, مما يزيد من الخسائر والدمار والصدمات التي فرضت على شعبنا".