أعرب مكتب الأممالمتحدة لحقوق الإنسان, يوم الثلاثاء, عن "قلقه المتزايد" إزاء الهجمات الصهيونية المتواصلة على شمال قطاع غزة, إلى جانب التدخل غير القانوني في المساعدات الإنسانية والأوامر التي تؤدي إلى النزوح القسري. وقال مكتب حقوق الإنسان بحسب مركز إعلام الأممالمتحدة إنه منذ 6 أكتوبر, اتخذ جيش الاحتلال الصهيوني تدابير "تجعل الحياة في شمال غزة مستحيلة بالنسبة للفلسطينيين, بينما أمر مرارا وتكرارا بتهجير محافظة شمال غزة بأكملها", مشيرا إلى أن السلطات الصهيونية منعت دخول جميع الإمدادات الأساسية إلى شمال غزة في الفترة بين 1 و14 أكتوبر الجاري, الأمر الذي فاقم الوضع المتدهور بالفعل, حيث تضاءلت إمدادات الغذاء والوقود إلى الشمال, "مما جعل شبح المجاعة يخيم على الكثيرين." و أضاف أنه تم استهداف الفلسطينيين أثناء نزوحهم, و أعرب العديد من الفلسطينيين في الشمال عن مخاوفهم من أنهم إذا ذهبوا فلن يسمح لهم أبدا بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة. كما دمرت القوات الصهيونية المباني السكنية وهاجمت المدارس التي تستخدم كملاجئ, مما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين وقلص المأوى المتاح مع اقتراب فصل الشتاء. و أوضح المكتب أن استئناف الجيش الصهيوني عدوانه على اثنين من المستشفيات الرئيسية الثلاثة في شمال غزة, تسبب في زيادة الضغوط على السكان المدنيين. كما تعاني المستشفيات الثلاثة, التي تضررت بالفعل في هجمات سابقة لجيش الاحتلال الصهيوني, من نقص الإمدادات والوقود, لافتا إلى تعطل خدمات الإنترنت في شمال غزة منذ 19 أكتوبر, وقتل ما لا يقل عن ثلاثة صحفيين فلسطينيين خلال الأسبوعين الماضيين, "مما حد من توفر المعلومات المتاحة عن ظروف الحياة في شمال غزة." من جهته, قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني, في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي, إن سلطات الاحتلال الصهيوني "تواصل منع البعثات الإنسانية من الوصول إلى شمال غزة بالإمدادات الضرورية, بما فيها الأدوية والطعام للأشخاص المحاصرين", موضحا أن المستشفيات تعرضت للقصف وتركت بدون كهرباء, بينما ترك المصابون بلا رعاية. و أضاف أن "الملاجئ المتبقية للأونروا مزدحمة بشكل كبير, لدرجة أن بعض النازحين أصبحوا مضطرين للعيش في المراحيض", مشددا على "ضرورة أن تتمكن الوكالات الإنسانية, بما فيها الأونروا, من الوصول إلى شمال غزة". ولفت إلى أن منع المساعدات الإنسانية و استخدامها كسلاح لتحقيق أغراض عسكرية هو علامة على مدى "تدني البوصلة الأخلاقية". و ارتفع عدد شهداء العدوان الصهيوني المتواصل على محافظة شمال غزة إلى أكثر من 700, في وقت رفعت قوات الاحتلال وتيرة استهدافها لمراكز الإيواء ومستشفيات شمال غزة, التي تحاصرها منذ عدة أيام. وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) أكد أن وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يواجه عراقيل كبيرة, حيث رفضت قوات الاحتلال 189 حركة وعطلت 65, وسهلت 151 فقط من أصل 423 حركة إنسانية تم التنسيق لها مع سلطات الاحتلال الصهيوني في الفترة من الأول إلى 20 أكتوبر الجاري.