حذر المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فيليب لازاريني، من تفاقم مستويات جوع «مثيرة للقلق» لم يشهدها قطاع غزة من قبل. جاء ذلك في كلمة نشرت «الأونروا» فحواها على حسابها عبر منصة «إكس»، أمس السبت، حيث قال لازاريني: «أينما تذهب في غزة، ترى أن السكان يعانون من اليأس والجوع والذعر»، مضيفا: «نحذر من تفاقم الأزمة حيث يعاني السكان وسط ظروف معيشية مزرية ومستويات جوع مثيرة للقلق لم تشهدها غزة من قبل». وتابع قائلا: «شهدنا شيئا جديدا تماما وهو أن السكان يوقفون شاحنات المساعدات ويأخذون الأكل منها ويتناولونه فورا وهذا يدل على يأسهم وجوعهم»، مؤكدا أنه شهد على ذلك بشكل مباشر خلال زيارته الأخيرة إلى غزة. من جهة أخرى، قالت مديرة الإعلام والتواصل لدى وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، جولييت توما أمس، إنه «لا يمكن إيصال المساعدات لقطاع غزة تحت القصف»، مضيفة أن «فرق الأونروا لا يمكنها الوصول إلى من هم في أمس الحاجة إليها والوفاء بواجباتها». وأوضحت المسؤولة الأممية في السياق قائلة: «لا يمكننا إيصال المساعدات تحت سماء مليئة بالقصف. إن القيود المفروضة على الوصول والإمدادات المحدودة واستمرار القصف العنيف يمنع وصول المساعدات إلى غزة». من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، عبد الجليل حنجل، التوقف التام لخدمات الإسعاف شمال قطاع غزة إثر نفاد الوقود. وقال حنجل - في تصريح صحفي- أمس، أن سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني ومحطة الإسعاف في مدينة غزة وشمال القطاع، «خرجت منذ عدة أيام عن الخدمة بشكل كامل بسبب نفاذ الوقود وانتهاء كافة مخازن الوقود في القطاع»، مشيرا إلى أن الوضع الصحي «سيئ للغاية شمال غزة نتيجة خروج كافة المستشفيات عن الخدمة». و أضاف أن «انقطاع الاتصالات في مختلف مناطق القطاع يصعب عمل فرق الإغاثة»، لافتا إلى أن «تواصل العدوان والاستهدافات الصهيونية على مستشفى (كمال عدوان) تحيل دون الوصول إلى محيطه». و أكد المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني أن استهداف الجانب الفلسطيني من معبر (رفح) الحدودي مع مصر «يقلل وصول المساعدات الطبية والإنسانية»، معتبرا أن الوضع الصحي «تفاقم للغاية» وأن المستشفيات الميدانية تعد «بديلا مؤقتا عن المستشفيات التي تمتلئ عن آخرها بالمصابين». و إلى جانب نفاذ الوقود، يواصل الاحتلال الصهيوني التضييق على الطواقم الطبية و منعهم من أداء عملهم، و قال مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن احتجاز العاملين في مجال الصحة بقطاع غزة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، «أمر غير مقبول على الإطلاق». ولفت غيبريسوس خلال لقائه إعلاميين أعضاء في اتحاد الصحفيين المعتمدين لدى مكتب الأممالمتحدة في جنيف، إلى أنه «لا مكان ولا أحد آمن في غزة، بما في ذلك العاملين في مجالي المساعدات الإنسانية والصحة (...)». و أضاف المدير العام لمنظمة الصحة قائلا: «قتل أكثر من 130 من موظفي الأممالمتحدة في غزة»، مشيرا إلى أن «القوافل المستخدمة في إيصال المساعدات أو نقل المرضى أيضا تعرضت للهجوم وتم احتجاز واستجواب من كانوا فيها». و أكد أن «احتجاز العاملين في مجال الصحة أمر غير مقبول على الإطلاق. لن يكون هناك سلام في غزة بدون وقف إطلاق النار ولن تكون هناك صحة بدون سلام».