قال مفوض وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا), فيليب لازاريني, اليوم الاثنين, أن فرقه تحاول من خلال تقديم خدمات التعليم "ضمان عدم تحول أطفال غزة إلى جيل ضائع". وكتب لازاريني في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي: "في غزة, وسط الكارثة الإنسانية, قدمت فرقنا خلال الأشهر الأربعة الماضية جلسات العودة إلى التعلم لآلاف الأطفال النازحين الذين توقف تعليمهم الرسمي في أكتوبر 2023". وأضاف: "من خلال الأنشطة الترفيهية والدعم النفسي وتمارين القراءة والكتابة والحساب الأساسية, نحاول في أكثر الظروف يأسا أن نفعل ما بوسعنا لضمان عدم تحول هؤلاء الأطفال إلى جيل ضائع". وشدد على أن "وقف إطلاق النار في غزة سيكون الخطوة الأولى الحاسمة لإعادة الأطفال إلى مسار التعليم". وأشار مفوض الأونروا إلى أن العدوان الصهيوني على لبنان "تسبب في تعطيل بداية العام الدراسي للاجئين الفلسطينيين الصغار الذين توفر لهم الأونروا التعليم منذ عقود من الزمن". وأضاف في هذا الإطار قائلا: "في أعقاب وقف إطلاق النار, عمل معلمونا بلا كلل على إعادة فصولهم الدراسية إلى العمل". تجدر الإشارة إلى أن المجلس التنفيذي التابع لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ كان قد اعتمد أواخر شهر نوفمبر الماضي, بالأغلبية قرار دعم الأنشطة التعليمية لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط /أونروا/ في الأرض الفلسطينية المحتلة وتأكيد التزام /اليونسكو/ بتوفير التعليم للاجئين الفلسطينيين. وجاء القرار بموافقة 50 عضوا من 58 عضوا بالمجلس التنفيذي لليونسكو, خلال الدورة الثامنة الاستثنائية للمجلس. ويعترف القرار بالدور الأساسي للأونروا في تقديم التعليم والرعاية الصحية والخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين من خلال شبكة تضم أكثر من 700 مدرسة تخدم أكثر من 500 ألف طفل وثمانية مراكزتدريب مهني تقدم التدريب لقرابة 8 آلاف شاب. ويعكس القرار كذلك القلق البالغ إزاء التدابير التشريعية الأخيرة التي اتخذها الكيان الصهيوني والتي تهدد استمرارية نشاط الأونروا في تقديم الخدمات التعليمية للأطفال الفلسطينيين. من جهة أخرى, وخلال شهر أكتوبر الماضي, وثقت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في قطاع غزة, استشهاد 11 ألفا و600 طفل فلسطيني في سن التعليم المدرسي, وإصابة الآلاف بجروح, وإعاقات جسدية وصدمات نفسية, خلال سنة من العدوان الصهيوني على قطاع غزة. وذكرت الوزارة في بيان, أن الاحتلال حرم 650 ألف طالب وطالبة من الالتحاق بمدارسهم للعام الدراسي الثاني على التوالي, بالإضافة إلى 100 ألف طالب وطالبة بمؤسسات التعليم العالي, وقرابة 35 ألف طفل في رياض الأطفال. وأشارت إلى استشهاد أكثر من 750 معلما وموظفا تربويا وإداريا, و 130 عالما وأكاديميا وأستاذا جامعيا وإصابة المئات من العاملين والموظفين بوزارة التربية والتعليم, فيما لا يزال مصير المئات مجهولا. وأفادت الوزارة بتضرر 93% بشكل كلي أو شبه كلي من المباني المدرسية, ومراكز التأهيل والتدريب ومراكز الإنتاج والتقنيات التربوية, وغيرها من المباني التابعة للوزارة, مشيرة إلى استهداف الاحتلال بشكل مباشر ومتعمد, المباني والمنشآت الإدارية والأكاديمية التابعة لمؤسسات التعليم العالي, حيث دمر أكثر من 130 منشأة بالجامعات والكليات والمعاهد بقطاع غزة. وعبرت الوزارة, عن قلقها من خطورة استمرار جرائم الاحتلال بحق قطاع التعليم, واستمرار حرمان الأطفال والطلبة من حقهم في الحماية والتعليم الأمن. وطالبت بخطوات دولية وحقوقية فعالة لضمان حماية الأطفال والمنشآت التعليمية, والضغط على الاحتلال لوقف جرائمه بحق قطاع التعليم, ومحاسبته على جرائمه أمام الهيئات الدولية. وتواصل قوات الاحتلال الصهيوني عدوانها على قطاع غزة, برا وبحرا وجوا, منذ السابع من أكتوبر 2023, ما أسفر عن استشهاد 44 ألفا و708 فلسطينيين, أغلبيتهم من النساء والأطفال, وإصابة 106 آلاف و50 آخرين, في حصيلة غير نهائية, إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.