دعت نائب الممثلة الخاصة لشؤون الحماية والعمليات في بعثة الأممالمتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو), فيفيان فان دي بيري, إلى التحرك الفوري لتخفيف معاناة المدنيين, مشددة على ضرورة التزام الأطراف بالحوار السياسي من أجل منع المزيد من المعاناة. وفي إحاطتها خلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في جمهورية الكونغو الديمقراطية, يوم الثلاثاء, برئاسة الجزائر, نبهت المسؤولة الأممية, إلى أن "الاشتباكات المتصاعدة في شرق البلاد أدت إلى نزوح جماعي, حيث نزح أكثر من 178.000 شخص من إقليم كاليهي عندما استولت حركة 23 مارس على بلدة مينوفاه". ولفتت إلى أن "مونوسكو" خلال الأيام القليلة الماضية, استقبلت عددا كبيرا من الأشخاص الباحثين عن ملجأ, بما في ذلك مسؤولون وعناصر مختلفة سلموا أسلحتهم "وهو ما يؤكد مرة أخرى الدور الحاسم لحفظ السلام في مثل هذه البيئة المتقلبة". وأبرزت ذات المتحدثة, أن "جهود إجلاء المصابين لا تزال تشكل تحديا كبيرا", مشيرة إلى "إصابة أفراد من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بجروح خطيرة في القتال الذي اندلع في منطقة ساكي قبل أيام". وأكدت في هذا الصدد, أن البعثة "تبذل قصارى جهدها لضمان إجلاء حفظة السلام المصابين وغيرهم من الضحايا في الوقت المناسب, على الرغم من التحديات المستمرة". كما أشارت إلى أن "القتال الذي دار الأسبوع الماضي أعاق قوافل الإمدادات بشدة واستهلك العديد من الموارد التي تحتفظ بها وحدات مونوسكو, كما أدى تضرر المعسكرات, بما في ذلك خزانات المياه والمولدات الكهربائية والمركبات, إلى تفاقم الوضع". وشددت فيفيان فان دي بيري في الختام, على أن "الوضع في غوما يتطلب عملا دوليا عاجلا ومنسقا", مؤكدة على أن "مونوسكو" تواصل لعب دور حيوي خلال هذه الأزمة "وقد أثبتت أنها منارة للعديد من المجموعات الضعيفة التي تلتمس الحماية". نزوح أكثر من 500 ألف شخص منذ بداية يناير الجاري بسبب العنف شرق البلاد و كشفت الحكومة الكونغولية أن المعارك شرق البلاد أدت إلى نزوح أكثر من 500 ألف شخص منذ بداية يناير الجاري. وقالت وزيرة الخارجية الكونغولية تيريز كايكوامبا فاجنر, خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن أن "الوضع الإنساني يواصل تدهوره مع وجود أكثر من 500 ألف نازح جديد إضافي في مقاطعتي شمال وجنوب كيفو في يناير وحده". وعلى صعيد متصل, عينت السلطات في الكونغو الديمقراطية العميد سومو كاكولي إيفاريستي في منصب حاكم عسكري جديد في "شمال كيفو" خلفا للواء بيتر سيريموامي الذي فقد حياته بعد إصابته على خط المواجهة قبل أيام قليلة. وشهدت مدينة "غوما" هدوء حذرا أمس, مما سمح للمواطنين بالخروج إلى الشوارع لتخزين الإمدادات, غير أن الوضع لا يزال متوترا . من جانبه, أفاد مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بأن هناك تقارير عن نهب المتاجر والمكاتب والمستودعات التابعة للمنظمات الإنسانية. ويظل الوضع الإنساني "مقلقا للغاية", في ظل انقطاع المياه والكهرباء وإغلاق المطار ونقطة دخول المساعدات وذلك منذ الأحد الماضي. وحذر برنامج الغذاء العالمي أمن احتمال نقص الإمدادات للسكان. وقالت المنظمة الأممية - في وقت سابق - أن "الساعات ال 24 المقبلة ستكون حاسمة". وجرى تبادل لإطلاق النار ب"غوما" في مقاطعة "شمال كيفو", شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بين الجيش وحركة "23 مارس" (أم 23) المتمردة التي كثفت من عملياتها خلال الأيام الأخيرة و استولت على المدينة منذ يوم الأحد الماضي. للإشارة فإن حركة "23 مارس" (أم 23) المتمردة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية استأنفت مع بداية العام الجديد هجماتها في مقاطعتي "شمال كيفو" و "جنوب كيفو", بما في ذلك الاستيلاء مؤخرا على بلدة "ساكي", ما أسفر عن خسائر بشرية و مادية. .