عاد الهدوء اليوم الأربعاء إلى المشهد الأمني في الكونغو الديمقراطية في أعقاب تجدد موجة العنف منذ الأحد الماضي بشرق البلاد في خرق "صارخ" "لاتفاق السلام الذي توصل إليه طرفي النزاع في شهر فيفري الماضي و التي أدت إلى مصرع أكثر من 100 شخصا و عشرات الجرحى. وكانت معارك ضارية قد تجددت قبل أيام بين متمردي جماعة "إم 23 "و الجيش الكونغو الديمقراطية قرب مدينة "موهاتو" على بعد 15 كلم من مدينة "غوما "عاصمة اقليم شمال" كيفو". و زادت حدة المعارك بين طرفي النزاع منذ أول أمس اثر هجمات شنها متمردي "ام 23 " في محاولة للتقدم اتجاه "غوما" شمال إقليم "كيفو " تصدى لهم الجيش النظامي حيث قامت طائراته الحربية بقصف مواقع للمتمردين وذلك لليوم الثالث على التوالي من القتال. وحسب بعثة الأمم المتحد في الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) فان متمردي "ام 23 " عززت مواقعها حول المدينة باستخدام"المدفعية الثقيلة"و مصفحة. وكان متمردو حركة "ام23 "قد سيطروا على غوما لمدة عشرة أيام في نوفمبر الماضي ثم غادروها بضغط من دول المنطقة مقابل إجراء مفاوضات مع الحكومة الكونغولية. و أعلنت كينشسا ان 120 من المتمردين و 10 جنود قتلوا منذ الأحد الماضي خلال معارك بين الجيش الحكومي ومتمردي حركة ام 23 قرب "غوما ". وأعلن الجيش الكونغولى امس الثلاثاء عن قيام طائرات حربية تابعة له بقصف مواقع للمتمردين وذلك لليوم الثالث على التوالى ن القتال بين القوات الحكومية ومتمردى جماعة " إم 23 ". ونقلت مصادر اعلامية عن متحدث باسم الجيش الكونغولى "إن متمردين فروا من مواقعهم نتيجة هذا القصف"مشيرة الى أن القوات الحكومية الكونغولية قد تقدمت لمسافة تبلغ حوالى ثلاثة كيلومترات خلال قتالها مع المتمردين. الاممالمتحدة قد تتدخل لوقف تقدم المتمردين و امام الوضع الامني المتردي أكدت الأممالمتحدة استعدادها للجوء إلى القوة المسلحة لوقف تقدم المتمردين في اتجاه" غوما" في اعقاب احتدام المعارك بين الجانبين. و اكد المتحدث بإسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي في تصريح له إن بعثة الأممالمتحدة في جمهورية الكونغو وضعت قواتها في حالة "تاهب قصوى"و إنها مستعدة لاتخاذ كل التدابير الضرورية وهذا يشمل استخدام القوة المسلحة بهدف حماية السكان المدنيين"مضيفا ان "أي محاولة من جانب متمردو "ام 23" للتوجه إلى غوما ستعتبر تهديدا مباشرا للمدنيين".و حث جميع الأطراف على التحلي بضبط النفس. تدفق سريع للاجئين الى اوغندا و تحذير اممي من ازمة انسانية و ادى الوضع المتدهور في شرق الكونغو الديمقراطية الى نزوح 66 الف كونغولي إلى أوغندا حسبما أعلنته منظمة الصليب الأحمر الدولي و هذا منذ يوم الخميس الماضي في أعقاب سلسلة اعمال العنف. و قالت كاثرين نتابادي من الصليب الأحمر في أوغندا ان المنظمة سجلت حتى الآن وصول 40 ألف كونغولي إلى أوغندا وأن هناك 20 ألفا آخرين لم يتم تسجيلهم حتى الان. وحذرت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة من أزمة إنسانية كبرى في غرب أوغندا حيث عشرات الآلاف من اللاجئين الكونغوليين الذين يقاومون الجهود الرامية إلى نقلهم إلى مناطق أكثر أمنا. وذكر المتحدث باسم المفوضية إدريان أدوردز أن حوالي 70 الف لاجئ ينتشرون على طول الحدود الجبلية "حيث الظروف صعبة وتقديم المساعدة لهم أمر صعب". واضاف "انه على الرغم من أن الحكومة الكونغولية تشجع الناس على العودة الا ان اللاجئين ليسوا على استعداد للعودة فورا إلى منازلهم بسبب الوضع الخطير المستمر في منطقة شمال كيفو" شرق الكونغو الديمقراطية معربا عن "القلق" إزاء الوضع الحالي للمشردين. واوضح ان مركز العبور يمكن ان يستوعب 10 الاف شخص وقال "نحن نسعى إلى إيجاد أراض إضافية ل 10 الاف آخرين. هذا من شأنه أن يساعد أيضا المفوضية وحكومة أوغندا في القيام بتسجيل أكثر شمولا للاجئين وتحديد الأشخاص المحتاجين للحماية والمساعدة الأخرى".