أبرز مشاركون في لقاء نظم اليوم السبت بولاية تمنراست الدور الكبير للزوايا الكنتية في المحافظة على الهوية الوطنية وفي تجسيد علاقات حسن الجوار. وأكد متدخلون في أشغال هذا الملتقى الأول للزوايا الكنتية الذي احتضنته دار الشباب هواري بومدين بعاصمة الولاية من مشايخ وعلماء , بحضور مريدي الطريقة الكنتية من مختلف الزوايا الكنتية المنتشرة عبر ولايات الوطن, أن الزوايا الكنتية عملت منذ دخول الإستعمار إلى أرض الجزائر, على محاربته و تحسيس المواطنين على ضرورة نشر قيم الجهاد ضده, وضد أتباعه من خلال الدعوة إلى التمسك بحب الوطن و مواجهة الإستعمار بكل الوسائل. وفي هذا الصدد أكد رئيس الملتقى الشيخ لمصادفة علي بن بابا, أن برنامج هذا الملتقى الذي يحمل عنوان "الزوايا الكنتية ..ثقافة أدبية .. فكر , وامتداد جيوتاريخي" هو فرصة لإبراز الأدوار الهامة التي انخرطت فيها الزوايا الكنتية عبر كل فروعها الممتدة عبر مختلف مناطق الوطن, و التي كانت تحرص دوما الحفاظ على معالم الهوية الوطنية, و نشر قيم التسامح و التآخي بين شعوب المنطقة, من خلال اعتماد الوسطية, و نبذ الخلافات المؤدية إلى إضعاف التماسك المجتمعي. ومن جهته أوضح الخليفة العام للطريقة الكنتية القادرية بالجزائر و امتداداتها الجوارية الحاج محمد كنتاوي, "أن الزوايا ما زالت الحصن المنيع لأفراد المجتمع من خلال حرصها على التعليم والتربية و تهذيب النفوس'', مضيفا في ذات السياق "أن المستعمر لم يتمكن من القضاء عليها, بل كانت تعزز عقيدة الجزائريين في التصدي لظلم الإستعمار الغاشم''. كما أكد الشيخ كنتاوي أن الزوايا ساهمت بقوة في الدفاع عن المظلومين عبر تاريخها , وناصرت كل قضايا التحرر, ووقفت مع الشعوب المستضعفة, مبرزا بالمناسبة أن تنظيم هذا الملتقى يعد فرصة لإبراز تاريخ هذه الزوايا و خاصة الكنتية منها. وبدوره أوضح الشيخ مولاي عبد الله الطاهري, الخليفة العام للمدارس الطاهرية و فروعها بالجزائر, أن الشيخ مولاي أحمد الطاهري المؤسس الأول للمدارس و الزوايا الطاهرية بالجزائر, كانت له علاقة خاصة ووطيدة بالكنتيين, الذين رافقوه في مساره العلمي, و كانوا ''موجهين له في مسيرته الدينية عبر مختلف تنقلاته في منطقة الساحل". ومن جهته ذكر العلامة رقادي زيدان من أعلام الزاوية الكنتية ببرج باجي مختار, ''أن أبناء الزوايا الكنتية أدوا أدوارا كبيرة في نشر الإسلام في أصقاع إفريقيا'', و قد اتصفوا - كما قال- "بصفات جعلتهم ينهلون من مختلف العلوم الدينية وغيرها, و يكونون مرجعا يقتدى به في مختلف السير و التراجم من قبل رواد العلم في منطقة الساحل كلها, كما ساهموا في نشر تعاليم الدين الإسلامي, ويحثون على الإحسان إلى الغير , و نبذ العنف و الغلو في الدين". وتتواصل فعاليات هذا الملتقى من خلال مداخلات مبرمجة في محاور تبرز على الخصوص دور علماء الزوايا الكنتية في رسم معالم المرجعية الدي نية في الجزائر و إفريقيا عبر مختلف المراحل التاريخية.