افتك فريق مولودية الجزائر الكأس الممتازة الرابعة في تاريخه، في مباراة مثيرة على حساب الجار شباب بلوزداد بنتيجة (4-3 بركلات الترجيح) إثر انتهاء المواجهة في وقتها القانوني بالتعادل (2-2) الشوط الأول (2-0) يوم السبت بالملعب الأولمبي 5 جويلية 1962 بالجزائر العاصمة. وعرفت المباراة "ريمونتادا" بلوزدادية, بتمكن الشباب من العودة من بعيد وتعديل النتيجة في اللحظات الاخيرة من اللقاء عبر "قناص" الفريق أيمن محيوص, بعدما كان زملاؤه متأخرين في النتيجة بهدفين دون رد, مجبرا بذلك المولودية على الاحتكام الى ركلات الترجيح التي ابتسمت لها في الأخير. البداية عرفت ضغط المولودية دون فرصة تستحق الذكر، الى أن حلت الدقيقة ال12 ليعلن فيها الحكم لحلو بن براهم عن ضربة جزاء بعد عرقلة الحارس "البلوزدادي" مصطفى زغبة لمهاجم "العميد" سفيان بايزيد، والذي تمكن بدوره من توقيع الهدف الأول في الدقيقة ال15 . هذا الهدف لم يحرك من "مشاعر" لاعبي الفريق "الأحمر والابيض" من أجل العودة في النتيجة، بل ما شهدته المجريات كان عكس ذلك تماما. وفي الدقية ال27, قائد المولودية، أيوب عبد اللاوي، يحرز الهدف الثاني لفريقه بعد تلقيه كرة من مخالفة نفذها زميله محمد رضا حلايمية, مستغلا هفوة في دفاع الشباب. وجاءت ردة فعل أبناء "العقيبة" سريعة، فبعد دقيقتين من الهدف الثاني، كاد المهاجم أيمن محيوص أن يقلص الفارق برأسية لولا الحارس عبد اللطيف رمضان الذي أخرج الكرة بصعوبة الى الركنية. وحاول لاعبو الشباب إيجاد بعض الفرص، إلا أنها لم تكن خطرة، الى غاية انتهاء المرحلة الأولى بتقدم أصحاب اللونين "الاحمر والاخضر'' بثنائية نظيفة. في بداية المرحلة الثانية واصلت المولودية ضغطها، حيث قدم حلايمية كرة لرفيقه بايزيد لكنه لم يحسن استغلالها جيدا ومرت جانبا. بعدها عرفت المواجهة منعطفا آخرا تماما، ففي الدقيقة ال65 وإثر احتكاك بين قائد المولودية أيوب عبد اللاوي والظهير الايسر للشباب نوفل خاسف، عاد الحكم لحلو بن براهم الى تقنية تحكيم الفيديو المساعد (فار) ليعلن على إثرها عن ضربة جزاء لفائدة تشكيلة "العقيبة", حيث تولى تنفيذها المهاجم أيمن محيوص موقعا الهدف الأول لفريقه في الدقيقة (71) ومقلصا النتيجة إلى (2-1). بعدها أجرى مدربا الفريقين تغييرات، لتحقيق المبتغى بالتعديل بالنسبة للشباب بإقحام جاك مبي ومايو خانييسا, أو ب"قتل" المباراة بالنسبة للمولودية, بإدخال المهاجمين نعيجي ومزياني. وعرفت المجريات بعد هذه التغييرات "معركة" في وسط الميدان بهدف الاستحواذ على الكرة خصوصا خلال الدقائق العشرة الأخيرة. وحاول لاعبو الناديين التسجيل، عبر مزيان من طرف الشباب (د 84) الذي مرت كرته فوق الإطار ونعيجي من جانب المولودية (87) والتي أنقذها الحارس زغبة بصعوبة. وفي الدقيقة ال88 جاء الخبر السار لأنصار "السياربي", حيث مرر الظهير الأيمن حسين بن عيادة كرة على طبق الى المهاجم أيمن محيوص الذي استغل خروج غير موفق لحارس "العميد" عبد اللطيف رمضان، معدلا النتيجة (2-2). لتنتهي المواجهة في وقتها القانوني بنتيجة التعادل هدفين في كل شبكة، وسط إرهاق اللاعبين بالنظر الى المجهودات الكبيرة التي بذلوها طيلة المقابلة، ليحتكم الطرفان الى ركلات الترجيح للحسم في هوية الفريق المتوج. الضربات الترجيحية عرفت "سوسبانس" وإثارة كبيرتين، فبعد ان تمكن عبد اللاوي (المولودية) ومزيان (الشباب) من تسجيل أولى الأهداف لنادييهما، أخفق حلايمية من جانب العميد في ركلته التي أنقذها الحارس زغبة، ليمنح التقدم للتشكيلة "البلوزدادية" (2-1) عقب توقيع زميله مايو خانييسا ركلة الجزاء الثانية لفائدة ال"سياربي". ثم سجل بن عيادة (الشباب) وعزالة (المولودية) ضربتي الجزاء الثالثة التي نفذاها، لكن بعدها تغيرت الأمور ومالت الكفة لفائدة أشبال المدرب التونسي خالد بن يحي، سيما بعد إخفاق خاسف من جانب الشباب في التسجيل بعد تسديده الكرة بطريقة سهلة، ليوقع بعده بوراس للمولودية الركلة الثالثة، قبل أن يخفق الشباب في آخر ركلة له عبر محيوص, لتبقى الركلة الترجيحية الاخيرة للمولودية التي نفذها أمين مسوسة بنجاح, مطلقا العنان لأنصار وعشاق "العميد" داخل وخارج الملعب الأولمبي، مانحا الفوز والتتويج لفريقه بركلات الترجيح (3-4). ويعد لقب الكأس الممتازة هو الأول بالنسبة للمولودية خلال الموسم الكروي الجاري (2024-2025), والتي تثأر بذلك لنفسها, بعد سبعة أشهر من لقائهما في نهائي كأس الجزائر للموسم 2024, والذي عادت فيه الغلبة الى "السياربي" بهدف نظيف وقعه المدافع شعيب كداد. وبهذا يكون "العميد", البطل الشتوي لهذا الموسم، قد وضع حدا لسيطرة أصحاب اللونين "الأحمر والأبيض" الذين فازوا بالمواجهتين الأخيرتين امام المولودية في مختلف المنافسات. كما تتوج المولودية بلقب كأس "السوبر" للمرة الرابعة في تاريخها بعد سنوات 2006 أمام شبيبة القبائل (2-1), و 2007 أمام وفاق سكيف (4-0) و 2014 على حساب اتحاد الجزائر (0-1). ومعلوم أن الشباب هو حامل لقب الكأس الممتازة والتي توج بنسختها الأخيرة التي جرت في 21 نوفمبر 2020 على حساب اتحاد الجزائر (1-2). وتسلم قائد المولودية أيوب عبد اللاوي مجسم الكأس من يدي كل من وزير الرياضة، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (فاف) وليد صادي، بحضور أسطورة الكرة الجزائرية ونجم رائد القبة سنوات الثمانينات، الدولي صالح عصاد، الذي كان له شرف تقديم هذه الكأس لحظات قبيل انطلاق هذا الحفل الكروي الكبير. تصريحات عقب تتويج فريق مولودية الجزائر بلقب الكأس الممتازة لكرة القدم - خالد بن يحي (مدرب مولودية الجزائر): "مبروك لجمهور المولودية الذي يستحق أن يكون سعيدا وأتمنى أن يعيشوا دوما على وقع التتويجات. فيما يخص المواجهة فهي "داربي" مثل جميع "الداربيات" المعروفة بمفاجآتها، فقد كان يتوجب علينا الانتباه لأدق التفاصيل. وبعد تسجيلنا للهدفين لم نحافظ جيدا على التركيز واليقظة وهو ما كلفنا غاليا، لكن ردة فعل اللاعبين خلال ضربات الترجيح كانت إيجابية وهذه من شيم الأندية الكبيرة. هذا اللقب مستحق لأننا تعبنا من أجله. أشكر رئيس النادي (محمد حكيم حاج رجم) وكل الطاقم الإداري الذي يشتغل معه وكل المسؤولين واللاعبين". - عثمان نجار (مساعد مدرب مولودية الجزائر): "التتويج لم يكن سهلا تماما، الحمد لله أن لاعبينا بقوا مركزين رغم تلقيهم لهدف التعادل في اللحظات الأخيرة والذي أثر عليهم معنويا. مجهودات العناصر قبل وخلال المباراة لم تذهب أدراج الرياح. وتيرة المباريات كانت كبيرة، حيث لعبنا عشرة لقاءات في ظرف 45 يوما، أي بمعدل مباراة في كل أربعة أيام، والحمد لله كلل ذلك باللقب وهذه بادرة خير. فيما يخص مباراة الكأس المقبلة أمام شباب بلوزداد (الدور ال16) سنحضر مباراة بمباراة، فقبل المواجهة أمام الشباب تنتظرنا مقابلة أمام شبيبة القبائل في البطولة (الجولة ال16) والتي سنستعد لها من أجل حصد النقاط الثلاث، ولكل حدث حديث". - سمير حوحو (مساعد مدرب شباب بلوزداد): "شاهدنا مباراة في القمة، و"الداربي" أوفى بكل وعوده. فيما يخص شباب بلوزداد، فلم نحقق بداية موفقة بتلقينا هدفين إثر خطأين في التمركز مما أثر قليلا على التشكيلة، إلا أننا تمكنا من العودة في النتيجة بفضل مجهودات اللاعبين والعزيمة التي تحلوا بها في الشوط الثاني والذي خلاله سيطرنا نوعا ما على المجريات مقارنة مع المولودية التي ركزت على المرتدات. أشكر عناصرنا على العودة القوية والمردود الكبير الذي قدموه. وأهنئ المولودية على هذا التتويج". - عبد اللطيف رمضان (حارس مولودية الجزائر): "الحمد لله على هذا اللقب الجديد في مشوارنا. المباراة كانت صعبة أمام الشباب سيما بعد عودته بهدفين لكل شبكة إثر أخطأ فردية. رغم أنني تلقيت هدفين إلا أنني حافظت على تركيزي خلال ضربات الترجيح ولم أتأثر بما حصل في المباريات. علينا أن نعيش نشوة التتويج بالكأس الممتازة، ثم نفكر في المباراة القادمة في منافسة الكأس أمام شباب بلوزداد".