ضيع المنتخب الجزائري المحلي فرصة سانحة لدخول التاريخ من أوسع أبوابه، عندما انهزم في نهائي البطولة الافريقية للأمم للمحليين (شان-2022) أمام السنغال الذي توج بأول لقب له، بركلات الترجيح (4-5)، بعد انتهاء المواجهة في وقتيها الرسمي والاضافي بالتعادل السلبي (0-0)، سهرة السبت بملعب "نيلسون مانديلا" ببراقي (الجزائر العاصمة)، ضمن المنافسة التي احتضنتها الجزائر من 13 يناير الى 4 فبراير. و كان "الخضر" قاب قوسين "أو أدنى" من معانقة المجد ورفع الكأس الافريقية, إلا أن بعض التفاصيل في ركلات الترجيح منعت الفريق من افتكاك أول لقب له في التاريخ, وسط إحباط كبير وخيبة للجمهور الغفير الذي غصت به المدرجات. المباراة كانت تقريبا متكافئة في الفرص وفي السيطرة على المجريات, وكل دفاع كان صلبا أمام هجمات منافسه, وهو ما جعل الحسم في هوية المتوج يتأجل إلى الركلات الترجيحية. المرحلة الأولى عرفت خطورة وسيطرة أكثر من الجانب السنغالي, سيما في نصف ساعة الأولى, مع تسجيل استفاقة جزائرية في العشر دقائق الأخيرة. البداية عرفت محاولات للطرفين من أجل المباغتة لكن دون فرص تذكر, لتاتي أول فرصة من الجانب السنغالي في الدقيقة السادسة, إثر فتحة من سيرين كواتي تجد رأسية موسى ندياي والتي تمر جانبية, ليرد عليها بكير في (د 9) بتسديدة قوية لكنها خارج الإطار. اقرأ أيضا : شان-2022/النهائي : تتويج المنتخب السنغالي بركلات الترجيح (5-4) و في الدقيقة (24), عبد اللاوي ينقذ الجزائر من هدف حقيقي إثر تمريرة من شيخ سيديبي, والتي كاد ماليك مباي أن يضعها في الشباك. مرة أخرى زميله موسى ندايي يسدد كرة قوية في الدقيقة (38) من خارج المنطقة والكرة تمر جانبية. رد عليه لعوافي في (د 42) بمخالفة مباشرة قوية, والحارس باب سي بقبضة اليدين يبعد الخطر بصعوبة, لتنتهي المرحلة الأولى بالتعادل الأبيض مع شبه سيطرة للسنغال. الشوط الثاني عرف استفاقة جزائرية من خلال القيام ببعض المحاولات, ففي الدقيقة ال50 استغل بلخيثر هفوة من مدافع سينغالي ليمرر كرة الى محيوص والدفاع الى الركنية, التي سددها نفس اللاعب, بلخيثر, الى رأسية نفس المهاجم, محيوص وتمر جانبية. أول محاولة من "أسود التيرانغا" جاءت في الدقيقة (56) اثر استرجاع لكرة من وسط الميدان, تصل الى بابا ديالو الذي يسدد خارج الاطار. نفس اللاعب في الدقيقة (64) يسدد من 20 متر والحارس قندوز في الموقع المناسب ينقذ الموقف. اقرأ أيضا : شان-2022/النهائي : تتويج المنتخب السنغالي بركلات الترجيح (5-4) بعدها رمى الجزائريون بثقلهم وضغطوا لكن دون جدوى, في الوقت الذي كانت الخطورة أكثر من اشبال باب ثياو, على غرار التسديدة القوية لهداف الفريق بابا ديالو (د 88) والتي حبست الأنفاس كونها مرت ببضع السنتمترات على مرمى الحارس الجزائري. لتنتهي المرحلة الثانية ومعها المقابلة بتعادل أبيض, ليحتكم الفريقان الى الشوطين الاضافيين. المرحلة الإضافية الأولى, شهدت أول لقطة في الدقيقة ال100 إثر تمريرة من مزيان الى رأسية بلعيد . بعد ذلك لم نشهد أي لقطة بعدها, حتى انتهاء الربع ساعة الأول. المرحلة الثانية كانت بدايتها أخطر مقارنة مع سابقتها, ففي الدقيقة 107 أخذ ورد داخل منطقة جزاء السنغال, ميريزق يسدد كرة قوية على الطائر والحارس بصعوبة كبيرة يخرجها الى الركنية. و في الدقيقة 115 قندوسي يسدد كرة قوية لكنها خارج الاطار. ثم جاءت فرصة سانحة للتهديف لفائدة ال"الخضر", عند الدقيقة (120), لكن سوء التفاهم بين دراوي والبديل بايزيد حرم الفريق من افتتاح باب التهديف. لتنتهي المباراة كاملة في وقتيها الرسمي والإضافي بالتعادل السلبي (0-0) بين الفريقين ليحتكما الى ركلات الترجيح, والتي كان خلالها الجميع يعتقد أنها ستبتسم للجزائر, بعدما ضيع شيخو ندياي الركلة الرابعة, ليأتي هداف الدورة أيمن محيوص ويسدد بطريقة سهلة بين يدي الحارس السينغالي. هذه اللقطة رفعت من معنويات زملاء عصمان ديوف الذي سجل الركلة الخامسة مانحا التقدم لفريقه, ليأتي قندوسي, تحت ضغط نفسي رهيب, يسدد بقوة كبيرة وكرته تصطدم بالعارضة الافقية, لتبتسم الركلات في الاخير لمحليي "التيرانغا" بنتيجة (5-4), محققين أول لقب افريقي لهم, بعد سنة فقط عن تتويج منتخبهم الأول بأول تاج افريقي له السنة الماضية. و أمام خيبة كبيرة للجماهير الجزائرية وأشبال الناخب الوطني مجيد بوقرة, تسلم اللاعبون السينغاليون الكأس القارية وسط فرحة عارمة لهم وللعدد القليل من أنصارهم الذين حضروا المباراة. و باستثناء هذا الاخفاق والتأثر الكبير للاعبين, إلا أن التشكيلة الوطنية حققت مشوارا مميزا, كونها لم تنهزم في أي مقابلة ولم تتلق أي هدف طوال الست مباريات التي خاضتها في هذه ال"شان-2022".