يحيي الشعب الفلسطيني يوم غد الخميس ذكرى اليوم الوطني للأسير الفلسطيني المصادف ل17 أبريل من كل عام, في ظل ظروف اعتقال بشعة وأوضاع صحية سيئة للغاية داخل سجون ومعتقلات الاحتلال الصهيوني, يقبع فيها الآلاف من الفلسطينيين, تتلخص قصصهم بين مرارة الأسر والفقدان وبين أمل تنسم الحرية ولقاء عائلاتهم. ويأتي إحياء الذكرى التي اعتمدها المجلس الوطني الفلسطيني "يوما وطنيا من أجل حرية الأسرى" منذ سنة 1974, للمرة الثانية في ظل عدوان همجي وحرب إبادة بحق الشعب الفلسطيني, يمارس فيها المحتل الصهيوني أبشع صور التعذيب والتنكيل على الأسرى, ويمعن في ارتكاب المزيد من جرائم الإخفاء القسري بحق أهل غزة الذين يختطفهم من القطاع إلى وجهات مجهولة, قد تكون معتقلات سرية أو مقابر جماعية بعد استشهادهم تحت التعذيب. وكشف المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين, ثائر شريتح, في تصريح ل/وأج, أن إحياء الذكرى هذه السنة يأتي في ظل "الهجمة غير المسبوقة" من قبل المحتل الصهيوني على الأسرى داخل سجونه التي حولها إلى أوكار للانتقام وممارسة كل أشكال العنف والتنكيل والتعذيب. و قال إن عدد الأسرى المعتقلين في سجون الاحتلال بلغ أكثر من 9900 أسير, يحتجزون في ظروف جد مأساوية وداخل زنزانات تفتقد لأدنى مقومات الحياة, مشيرا الى أن هذا العدد لا يشمل الآلاف من معتقلي قطاع غزة, الذين يواصل المحتل "إخفائهم قسريا". و أكد أن عمليات القمع تصاعدت "بشكل ملحوظ" داخل سجون الاحتلال, و ذلك امتدادا لسياسة التنكيل والاقتحامات, التي تشكل إحدى أبرز السياسات الممنهجة بحق الأسرى والتي بلغت ذروتها منذ بداية حرب الإبادة, مضيفا أن هذه الانتهاكات "ليست سوى فصلا آخرا من سجل الاحتلال الأسود الذي يحول جدران السجون إلى أدوات استهداف كرامة الفلسطينيين". وأفاد أن عدد الأسرى المعتقلين إداريا بلغ 3498, من بينهم 3076 أسير موقوف بانتظار المحاكمة, فيما بلغ عدد الأسرى المفقودين المعلن عنهم 14222, كما يعتقل المحتل الصهيوني أكثر من 400 طفلا (المعلومة هوياتهم) و 29 امرأة. وأشار إلى أن عدد الأسرى الذين صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد يراوح ال600 أسير, حررت المقاومة الفلسطينية منهم ضمن صفقة التبادل في يناير الماضي 291, كما قدر عدد الأسرى الذين يعانون من أمراض خطيرة واوضاع صحية جد صعبة, حوالي 700. و في هذا الإطار, تطرق شريتح إلى جريمة الإهمال الطبي التي يمعن في ارتكابها المحتل الصهيوني بحق الأسرى ذوي الأمراض المزمنة والخطيرة أو الذين أصيبوا بأمراض معدية داخل السجون نتيجة انعدام المياه والنظافة, على غرار المصابين بداء الجرب الذي يفتك بالغالبية الساحقة من الأسرى, وكذا المصابين بالنزلات المعوية المعدية جدا, بسبب تقديم أطعمة منتهية الصلاحية و انعدام المياه الصالحة للشرب. و يلجأ المحتل الصهيوني -حسبه- إلى خلط الأسرى المصابين بأمراض معدية بالأسرى الأصحاء داخل زنزانة واحدة, لزيادة العدوى بينهم وفي المقابل يمتنع عن تقديم أي خدمة طبية لهم, وهو ما أدى إلى تفاقم الأمراض وصعوبة الإصابات التي تطورت إلى أمراض جلدية خطيرة. وفيما يتعلق بالجثامين المحتجزة, قال ذات المتحدث أن الكيان الصهيوني ما يزال يحتجز 665 جثمانا في مقابر الأرقام وثلاجات الموتى, من بينهم 259 تم احتجازهم بعد السابع من أكتوبر 2023, تاريخ اندلاع العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني. وبالحديث عن شهداء الحركة الأسيرة منذ 1967, أضاف شريتح أن عددهم بلغ 300 من المعروفة أسمائهم, من بينهم 67 أسيرا ما تزال جثامينهم محتجزة لدى المحتل الصهيوني, و 237 استشهدوا قبل السابع من أكتوبر 2023 و63 آخرين استشهدوا داخل المعتقلات بعد هذا التاريخ. وفي ذات السياق, أكد أن 85 أسيرا استشهدوا نتيجة الإهمال الطبي, و 88 أسيرا آخرين استشهدوا تحت التعذيب في سجون الاحتلال, كما استشهد 7 أسرى نتيجة إطلاق أعيرة نارية عليهم مباشرة. وأبرز أن قطاع الإعلام بفلسطين هو الآخر استهدفه المحتل الصهيوني باعتقال 51 صحفيا, بينهم 6 صحفيات, و 31 صحفيا من قطاع غزة, فيما تم اعتقال أكثر من 170 صحفيا بعد السابع من أكتوبر 2023 ثم أطلق سراح الكثير منهم. ولفت المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى أن ما يميز إحياء ذكرى الأسير هاته السنة هو الإفراج عن 1777 أسيرا ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل التي تمت بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني بداية من 20 يناير الماضي عبر 7 دفعات, حيث تم إطلاق سراح 274 من أصحاب الأحكام المؤبدة و 296 من أصحاب الأحكام العالية. و تأسف ثائر شريتح عن تخلي المجتمع الدولي عن ملف الأسرى, وغياب كل المبادرات التي تدعو إلى حماية هذه الشريحة في سجون الإحتلال, مؤكدا أن هذا الصمت الدولي فتح الطريق أمام المحتل الصهيوني لارتكاب المزيد من الجرائم ضد الأسرى وغذى نزعته الانتقامية تجاههم.