تشهد محلات كراء فساتين الأعراس والسهرات التي عرفت انتشارا منقطع النظير في الآونة الأخيرة إقبالا واسعا في فصل الصيف باعتباره الموسم الذي تكثر فيه الأعراس والمناسبات السعيدة خاصة خلال الأسابيع التي تسبق حلول شهر رمضان المعظم. و تعرف هذه المحلات بالعاصمة تزايدا لا مثيل له في عدد الزبائن رغم غلاء أسعار الفساتين و مختلف الأزياء المعروضة و تلجأ العديد من الفتيات المقبلات على الزواج إلى كراء هذه الفساتين بسبب محدودية دخلهن وعسر ظروفهن المادية. و على عكس ما كان سائدا خلال السنوات الماضية حيث كانت العروس تلجأ فقط إلى كراء الفستان الأبيض فإن الجديد الذي تمتهنه هذه المحلات هو كراء جميع أزياء العروس و التي تختلف من منطقة إلى أخرى بالإضافة إلى الحلي و الأكسسوارات المرافقة لإقامة السهرات. و تختلف أسعار كراء الفساتين من محل إلى آخر كما تتباين حسب نوعية الأقمشة المستعملة في خياطتها حيث تكون بعضها مصممة محليا و أخرى مستوردة بالإضافة إلى أن بعضها يكون تقليديا و الآخر يعتمد على لمسة عصرية. الأسعار مرتفعة و لكن... ما بيد العروس حيلة أوضحت فاطمة التي صادفتها وأج بإحدى المحلات بالأبيار المتخصصة في كراء فساتين الأعراس أن أسعار هذه الأزياء تبقى مرتفعة مقارنة بقدرة العروس التي تضطر إلى اقتناء العديد من الملابس والأكسسوارات و كذا كراء قاعة الحفلات وتحضير الحلويات و المشروبات للمدعوين قائلة أن "العرس ليلة وتدبيرتوا عام". و أضافت أنها استطاعت كراء خمس فساتين سهرة تقليدية وعصرية لابنتها البكر المقبلة على الزواج خلال الشهر المقبل بمبلغ 60 ألف دينار جزائري مشيرة إلى أنها استطاعت توفير بعض المال لاقتناء مشتريات أخرى عوض دفع أكثر من 40 ألف دينار مقابل شراء فستان واحد. و بخصوص إتمام عملية الكراء أكدت أمال صاحبة محل لكراء فساتين السهرات بشارع العربي بن مهيدي أن الزبونة تكون مجبرة على دفع قسط من المال عند اختيار الفستان الذي يناسبها حتى يتم حفظه لها في التاريخ المحدد الذي تختاره مضيفة أن هذه الأخيرة تلزم بدفع المبلغ كاملا اليوم الذي تتقدم فيه إلى المحل لأخذ الفستان. و أشارت صاحبة المحل أنها تطلب من الزبونة إبقاء بطاقة التعريف الوطنية الخاصة بها أو وثيقة أخرى لتضمن أنها سترجع الفستان في اليوم المتفق عليه كما تضيف صاحبة المحل سعر إضافي إذا تأخرت الزبونة في إرجاع الأزياء التي تم كرائها و التي يتراوح سعرها عادة ما بين 5000 دينار و15000 دينار . لكن المعاب على كراء الفساتين هو أن العروس تكون مجبرة على إعادة ما تم كرائه إلى صاحب المحل وبهذا تبقى بدون أي تذكار وبسبب هذا نجد بعض المقبلات على الزواج ضد فكرة كراء فساتين الخطوبة والأعراس و تفضل خياطة فستان واحد عوض كراء ثلاثة على حد تعبير آسية التي تقول أنها ستحتفظ بفستان عرسها كذكرى لبناتها و هو ما تعودت عليه من أمها و باقي أخواتها. الليموزين و الدراجات النارية آخر صيحات مواكب الأعراس بعدما كانت و لوقت قريب مواكب الأعراس العاصمية تميزها أنغام الزرنة و سيارة العروس المزينة بمختلف أنواع الورود أضحت الليموزين صيحة أخرى تدلي بدلوها في مواكب الأعراس. و إن كان المعتقد السائد بان هذه السيارة الفاخرة تميز أعراس الأغنياء فقط وتختلج أحلام الفقراء فإن النظرية أصبحت معكوسة لأن هذه السيارة أضحى من الممكن لمحها في باقي أعراس العاصميين و إن كانوا محدودي الدخل حسبما ما أكده فؤاد طالبي صاحب وكالة لكراء السيارات الفاخرة بحيدرة. و أوضح أن سعر كراء هذه السيارة الفخمة يفوق 40 ألف دينار حيث تدخل في تحديد السعر عدة عوامل منها المسافة بين منزل عائلة العروس و منزل الزوجية أو قاعة الحفلات بالإضافة إلى الوقت الذي تحتاجه العائلة لذلك و كذلك الموسم و الأكسيسوارات الداخلية المرافقة لها بالإضافة إلى السائق. و في هذا السياق تحججت شهيناز التي كانت تتفاوض مع صاحب الوكالة رفقة خطيبها بخصوص كراء سيارة الليموزين لإقامة زفافها قائلة" أعترف أنه تبذير للأموال التي نحن بأمس الحاجة إليها في هذا الظرف لكن المرء يقيم حفلة زفافه مرة في حياته و جميل أن تميز هذه الأخيرة لمسة تكون أجمل ذكرى مهما غلت تكلفتها". و أضاف فؤاد أن هناك بعض العائلات تلجأ إلى كراء جميع سيارات الموكب بالإضافة إلى سيارة العروس التي تنفرد بأكسيسوارات الورود مشيرا إلى أن سعر كراء سيارة واحدة لمدة 24 ساعة يتراوح ما بين 2500 و4 آلاف دينار باختلاف الوكالة وكذا نوعية سياراتها وماركاتها. و إن اختلفت آراء المقبلين على الزواج بين مؤيد و معارض لفكرة كراء أزياء العرس و سيارات الموكب فإنها اجتمعت في مصب واحد هو أن تكاليف الأفراح الباهظة و عسر الحالة المادية للمواطن الجزائري تجعله مجبرا على خيار الكراء و الدفع بالتقسيط لا بطلا في ذلك يحركه شعور التباهي في أجمل يوم في حياة المرء.