أكدت نجمة الأغنية العربية الملتزمة ماجدة الرومي مساء أمس الجمعة بباتنة بأنها "جاءت إلى تيمقاد و الجزائر وهي تحمل رسالة سلام وحب ليست لها حدود". وشددت الفنانة اللبنانية التي تربطها علاقة حميمية ببلد المليون ونصف المليون شهيد خلال ندوة صحفية على هامش زيارتها لباتنة للمشاركة ولأول مرة في مهرجان تيمقاد الدولي على حبها واحترامها العميقين للجزائر و شعبها. وقالت ماجدة بتأثر عميق "أنا سعيدة جدا بوجودي بينكم اليوم وسعيدة أكثر و أنا أرى الجزائر قد تخطت محنتها وهي اليوم في تحسن وتطور مستمرين". وأضافت قائلة "لقد أحسست بجرح الجزائر العميق يوم زرتها في سنة 1997 وفهمت جرح ومعاناة الجزائريين من خلال معايشتي لجرح بلدي لبنان لكني اليوم وأنا أعود إلى هذا البلد الغالي علي قلبي أحمد الله على أنه تخطى المرحلة الصعبة وتجاوز الجزائريون مآسيهم التي أصبحت ذكرى حزينة تركت المكان لمستقبل زاهر وواعد. سأقولها وأكررها محبتكم محفورة في قلبي مثل الشريان وزيارتي للجزائر وهي تلملم جراحها وتكفكف دموع مأساتها ستكون محطة هامة في تاريخي الفني وستكتب في مسيرتي لأنني أعتبرها محطة مشرفة في حياتي و لأنكم شعب يستحق وسام الاستحقاق وبجدارة". و تحدثت نجمة الأغنية العربية بقلب مفتوح وأحاسيس مرهفة وكشفت عن تعلقها العميق بأرض الشهداء واستعدادها الدائم و اللامشروط لمشاركة الجزائريين أفراحهم وحتى أحزانهم مهما كانت الظروف. وأبدت ماجدة الرومي إعجابها بثراء التراث الموسيقي الجزائري وتنوعه وقالت "إننا فعلا بحاجة إلى الموسيقى الجزائرية لتطوير الموسيقى العربية لقد اكتشفت مؤخرا بأن الأغنية الجزائرية تتضمن ثروة نادرة وقد بهرني هذا الاكتشاف وأنا الآن بصدد البحث عن منسق ألحان جزائري للبحث في هذا التراث الأصيل والغني لأنني مقتنعة بأنه يجب إثراء وتطوير الأغنية العربية بالرجوع إلى الموسيقى الجزائرية والنهل منها وهذا ما سأفعله عندما أعود إلى بيروت". و أضافت الفنانة "إن طموحي عظيم وعندي طاقة واستعداد ورغبة كبيرة لخدمة الأغنية والموسيقى العربيتين و سأسعى للاستفادة من ثراء الموسيقى الجزائرية التي اقترحها لتطوير الأغنية العربية". وتطرقت النجمة اللبنانية في ردها على أسئلة الصحفيين إلى الوضعية الحالية للأغنية العربية وكيف أصبحت الرصانة الفنية والأغنية الملتزمة الهادفة ضد التيار بعد استحواذ الفن التجاري على الواجهة في السنوات الأخيرة والدور الكبير الذي لعبته مؤسسات الإنتاج في تردي المستوى. و تحدثت ماجدة عن الصورة التي بنتها لنفسها عبر مشوارها الفني الطويل والتي تسعى للمحافظة عليها صورة فنانة مرهفة الحس محافظة على وقارها والتقاليد العربية فنانة تعتمد على القلب بالدرجة الأولى ثم الصوت في نقلها لآلام الإنسان قبل أفراحه. وقالت "أحب أن أغني عندما أكون سعيدة وعندما أحس بأنني سأقدم شيئا جديدا". وعن تجربتها مع الأغنية الجزائرية قالت الفنانة بأن "اللهجة الجزائرية صعبة لكنني أعدت بعضا منها وسأفاجئ جمهور تيمقاد والجزائر بأغاني جزائرية أخرى التي سأعيدها بحب عميق ومن أعماق قلبي". فالفنانة ماجدة الرومي التي ستحيي آخر سهرة من ليالي مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته 32 و ستكون نجمة في سماء تماقودي مساء هذا السبت. ويذكر أن الليلة التاسعة (الجمعة إلى السبت الماضية) من مهرجان تيمقاد الدولي أحياها المغني التركي قوخان تيبي وفرقة "تقراولة" من الجزائر.