تم يوم الإثنين إعادة إسكان 499 عائلة من حيي الجزيرة بباب الزوار و لابوشراي بواد قريش في سكنات جديدة بتسعة مواقع بالعاصمة. و ضمن هذه العملية التي انطلقت صبيحة اليوم في كلا الحيين تم ترحيل 270 عائلة كانت قاطنة في بيوت قصديرية بحي الجزيرة المتواجد بمحاذاة حي الجرف ببلدية باب الزوار و 229 عائلة كانت قاطنة بحي لابوشراي القصديري ببلدية واد قريش. وتم إعادة اسكان هذه العائلات في تسعة مواقع سكنية جديدة في كل من حي 1680 مسكن ببئر توتة و حي 568 مسكن ببراقي و الرمضانية و بن طلحة و الكاليتوس بالمقاطعة الادراية لبراقي. وبغرض التحكم في هذه العملية التي تدخل ضمن برنامج القضاء على الأحياء القصديرية بالعاصمة الذي انطلقت ولاية الجزائر في تطبيقه في مارس 2010 سخرت السلطات المحلية بالبلديتين جميع الوسائل المادية و البشرية بحيث بدأت الجرافات في تهديم البيوت مباشرة بعد إفراغها من ساكنيها. و في هذا الإطار أكد الوالي المنتدب للدار البيضاء عبد الله بن منصور ل (وأج) أن حي الجزيرة الذي يعد من أكبر الاحياء القصديرية في قلب بلدية باب الزوار و الذي بدا في التوسع في سنوات التسعينيات "يمثل عائقا كبيرا فيما يخص النظافة و الأمن". و عن عملية الترحيل التي ساهمت فيها السلطات المحلية بالبلدية قال بن منصور انها لم تتم ليلة أمس "نظرا لضيق الحي (2500 متر مربع) الذي لا يمكن التحرك فيه بسهولة" مضيفا "فضلنا ان تجرى عملية الترحيل في النهار لتفادي حدوث امور لا نستطيع التحكم فيها". و عن الاحتجاجات التي عبر عنها بعض سكان الحي الذين اقصوا من الاستفادة من السكنات الجديدة قال المسؤول ذاته "لقد راعينا عدد افراد العائلات في التوزيع انطلاقا من الاحصاء الذي تم في 2007". و أضاف بن منصور "تبين من خلال البطاقية الوطنية ان هناك حوالي 26 عائلة تحصلت في السابق على سكنات و هناك حوالي 22 عائلة أتت إلى الحي القصديري بعد 2007 كما تبين من خلال التحقيقات الميدانية أن هناك عدة بيوت قصديرية مغلقة يستعملها اصحابها للمضاربة و التحايل". و أوضح في هذا السياق أن هذه العائلات "يستحيل" اعادة اسكانها لأننا "قمنا بدراسة معمقة و جدية لجميع الحالات و بزيارات فجائية للتأكد من حقيقة العائلات". ومن جهة أخرى أضاف بن منصور أنه بعد استرجاع المساحة التي كانت محتلة من قبل سكان حي الجزيرة "سيتم انجاز ملعب جواري يتوفر على عدة مرافق جوارية تفقدها بلدية باب الزوار بالاضافة إلى انجاز ساحات للألعاب الجماعية و مساحات خضراء". و من ناحيته أكد مدير السكن لولاية الجزائر محمد إسماعيل أن "عملية اعادة الاسكان القادمة سيتم تنظيمها قبل حلول شهر رمضان و ستخص اكثر من 1000 عائلة تقطن حاليا بالشاليهات المتواجدة على مستوى بلدية برج الكيفان". "كما ستمس أيضا -يضيف اسماعيل- حيين قصديرين بالعاصمة" مشيرا إلى ان "عمليات اعادة الاسكان ستستأنف بعد رمضان بصفة تدريجية حسب الامكانيات المتوفرة لدى ولاية الجزائر". أما نائب مدير عام ديوان الترقية و التسيير العقاري للدار البيضاء كريم بو مزود فأشار إلى أن "إعادة الاسكان في الحي الجديد ببئر توتة التي استفادت منها عائلات من ثلاثة احياء بواد قريش جرت في ظروف جيدة نظرا لتوفر جميع وسائل الحياة الكريمة في الشقق الجديدة". و أشار إلى ان "هناك بعض الاحتجاجات التي سجلناها تمثلت في مجملها برفض المستفيدين لعدد الغرف و عدم رضاهم عن الطابق الذي تتواجد به شققهم الجديدة". و بالنسبة للعائلات التي كانت تقطن حي لابوشراي بواد قريش فانتقلت منذ ليلة امس إلى حظيرة السيارات التابعة للمركب الاولمبي محمد بوضياف ليتم نقلها في الساعات الأولى من صبيحة اليوم إلى الأحياء الجديدة ببئر توتة و بن طلحة و براقي. و عبرت هذه العائلات عن فرحتها بالاستفادة من سكن جديد و لائق بعد انتظار دام سنوات و من بين هؤلاء انفجرت احدى السيدات بالبكاء لدى دخولها شقتها الجديدة المتكونة من اربع غرف ببئر توتة قائلة "لم أتوقع يوما ان اخرج من الكابوس الذي عشت فيه مع اولادي منذ 1959 بذلك الحي, في الحقيقة العيش في سكن نظيف و حي راق كنت اراه حلما صعب المنال". أما في حي الجزيرة فلم يصدق السكان انهم سيرتاحون من المشاكل التي كانوا يعايشونها يوميا إلى أن رأوا باعينهم الشاحنات التي خصصت لنقل أغراضهم و الجرافات التي سخرت لتهديم البيوت و من بين هؤلاء سيدة مطلقة سكنت الحي منذ 11 سنة و التي قالت "أرجوا ان لا يخيبوا املنا أتمنى ان ابتعد بابنتي من هذا الحي سيئ السمعة لتعيش حياة كريمة و أضمن لها مستقبلا مشرفا". وتجدر الاشارة إلى أن شهر جويلية الجاري عرف ثلاث عمليات اعادة إسكان استفادت منها 1049 عائلة من سعيد حمدين (بئر مراد رايس) و واد قريش و باب الزوار.