أصبحت دقات خشبة مسرح الهواة بمستغانم معروفة في الخارج بفضل مهرجانها الوطني الذي انتقل من المحلية إلى العالمية حسبما أشار أعضاء عدد من الفرق الأجنبية المشاركة في الطبعة ال 43 التي تتواصل فعالياتها يوم الثلاثاء لليوم الرابع. وقد جاء هذا الموعد الثقافي الذي اكتسى هذه السنة بعدا دوليا من حيث مشاركة 10 فرق أجنبية إلى جانب عدد مماثل من الفرق الجزائرية "للتأكيد على أن المهرجان أصبح أكثر احترافية مما يسمح للمبدعين بتبادل التجارب من أجل ترقية حركة مسرح الهواة" على حد تعبير أحد أعضاء فرقة "مسرح زيغي زنغي" من الكونغو. وذكر نفس المتحدث أن "هذا المهرجان العريق الذي يعتبر خزان لذاكرة مسرح الهواة بالجزائر وامتداد للمسرح المحترف يسمح للفنانين الشباب بإبراز طاقاتهم الإبداعية وعرض تجاربهم الفنية" داعيا إلى "تثمين وتعريف التراث التي تزخر به إفريقيا من أجل الإرتقاء به إلى العالمية". ومن جهتها أشارت السيدة صوفي لوسترات من فرنسا التي جاءت لتنشط ورشة حول موضوع "الإرتجال والإستماع المسرحي" أن مهرجان مستغانم "يعد بمثابة مدرسة لتكوين جيل من المبدعين الهواة من خلال الإحتكاك و الورشات التكوينية المبرمجة الذي تساهم في الإطلاع على مستجدات الحركة المسرحية في العالم". كما أكدت عضوة بفرقة "تريو تايكا" الفنلندية التى قدمت عروضا في الألعاب النارية أنها انبهرت بمدى اهتمام الجمهور المستغانمي بهذا النوع من الفنون مما يدل -كما قالت- "أن هذه التظاهرة الفنية التي تشارك فيها لأول مرة فرقة فنلندية استطاعت أن تكون جمهورا ذواقا ومهتما وهي ثمرة حصاد الدورات السابقة". وترى الفرقة الفلسطينية "العودة للفنون الشعبية" التي تسجل حضورها لأول مرة وقد قدمت مسرحية بعنوان "العرس الفلسطيني" أن مشاركتها تسمح بالتعريف بانتاجها وقدراتها الفنية للجمهور والإطلاع على ما تقدمه الفرق المسرحية الأجنبية والجزائرية. ومن جهة أخرى تعتبر لقاءات "القعدة" المنظمة في إطار المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم الذي تتواصل فعالياته إلى غاية يوم 26 جويلية فضاء ملائما للمشاركين من داخل وخارج الوطن لإبراز إبداعاتهم الفنية وتبادل وجهات النظر حول الحركة المسرحية في العالم.