تم القاء النظرة الاخيرة اليوم الجمعة بقصر الثقافة بالجزائر العاصمة على جثمان الكاتب الطاهر وطار الذي وافته المنية أمس الخميس على عمر يناهز 74 سنة اثر مرض عضال. و قد حضر حفل الترحم هذا عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة و عبد العزيز بلخادم وزير الدولة ممثلا شخصيا لرئيس الجمهورية و خليدة تومي وزيرة الثقافة. كما حضره عدد من الشخصيات الثقافية و اصدقاء و اقارب المرحوم. و بهذه المناسبة صرح بلخادم ان " وفاة الطاهر وطار خسارة ليس فقط لعائلته لكن للامة كلها. عندما ننحني امام جثمانه ندرك الفراغ الكبير الذي تركه رحيله". و من جهتها ابرزت وزيرة الثقافة بان الفقيد كان بمثابة "مدرسة حقيقية" الهمت المبدعين و الطلبة و الباحثين العرب و الاجانب. كما ذكرت بان مؤلفات الطاهر وطار ترجمت الى عدة لغات اجنبية مما يبين الاحترام الذي كان يحظى به و المكانة التي كان يحتلها في الادب العالمي. و حيا رجال الادب و الثقافة اعمال الطاهر وطار الذي ترك بصمته في الساحة الثقافية الوطنية. و اعتبر من ناحيته العربي ولد خليفة رئيس المجلس الاعلى للغة العربية بان الطاهر وطار كان مثقفا يصغي الي تطلعات الشعب كما انه اعطى الكثير للغة العربية. و لدى استعراضه لبعض اعمال المرحوم قال الاديب امين الزاوي بان الطاهر وطار كان بمثابة سفير ثقافي لبلده و شخصا ساهم كثيرا في التعريف بالادب الجزائري. أما وسيني لعرج فقد اشار الى ان الطاهر وطار لم يتغاضى عن القضايا التي تطرح بالحاح في بلده معتبرا انه "بعد لحظة الحزن علينا ان نفكر في وسيلة تمكننا من نشر الارث الكبير الذي تركه المفقود". و كان المرحوم الذي يعتبر احد اكبر الشخصيات الادبية في الجزائر قد اسس في 1989 جمعية الجاحظية الثقافية. كما فاز بعدة جوائز منها جائزة الشارقة للثقافة العربية منحتها اياه اللجنة التنفيذية لمنظمة اليونيسكو. و من بين اشهر مؤلفاته نذكر "الزلزال" (1974) "عرس بغل" (1988) و "الشهداء يعودون هذا الاسبوع" و هي القصة التي اقتبست للمسرح و نالت جائزة مهرجال قرطاج.