تأخذ الحياة الإجتماعية بولاية أدرار نكهة خاصة في شهر رمضان المعظم وتختلف حسب تنوع أقاليمها الأربعة، حيث تتميز كل منطقة بعاداتها وتقاليدها التي تطبع أيام هذا الشهر الفضيل. وتقبل العائلات في عموم منطقة توات في هذه المناسبة الدينية العظيمة على تحضير و إعداد أنواع متعددة من الأطباق التقليدية وفي مقدمتها وجبة "الحساء" الذي يعتبر سلطان المائدة الرمضانية بأدرار. و يكتسي هذا الطبق أهميته من مادته الأساسية المتمثلة في القمح المنتج من البساتين المحلية و الذي يحمص بعد حصاده ثم يطحن مشكلا ما يعرف لدى السكان ب" زمبو" و الذي يشكل سر المذاق الفريد والمتميز لهذا الطبق التقليدي كما تقول الحاجة عائشة. و من بين المكونات التي تعطي نكهة مميزة لهذه الوجبة التقليدية تضيف الحاجة عائشة تلك التوابل التي تحرص العائلات على تحضيرها و إعدادها خصوصا لهذا الحدث الديني فيما يعرف محليا بمادة "الختيم" و هي عبارة عن خلطة لعدة توابل تخمر و توضع على شكل عجائن صغيرة مجففة ليتم فيما بعد استعمالها بشكل يومي في تحضير أكلة "الحساء". و من العادات الإجتماعية الأخرى التي تبرز في هذا الشهر الفضيل في منطقة أدرار، هي جلسات الشاي و الأنس خاصة بعد أداء صلاة التراويح كل حسب طريقته الخاصة حيث يفضل البعض تناول الشاي في كنف العائلة طيلة ليالي شهر رمضان الكريم فيما يفضل البعض الآخر احتساء أكواب الشاي خارج المنزل برفقة الأصدقاء أو الأقارب في الساحات العمومية أو في الأماكن التي تستهوي بعض الشباب كالكثبان الرملية خارج التجمعات السكانية لتحلو بذلك جلسات الأنس و السمر خاصة مع الحرارة الشديدة التي تطبع الشهر الفضيل هذه السنة. هذا و لا زالت بعض المدن و القرى بصفة خاصة محافظة على بعض العادات القديمة التي دأب عليها السكان في مثل هذا الموعد الديني المبارك منها تلك التي تمارس عند وقت السحور حيث يأخذ أحد المتطوعين على عاتقه مهمة القيام بدور "المسحراتي" المتمثل في تنبيه السكان بقرب وقت الإمساك من خلال تجواله قبل الفجر بكل أحياء المدينة وقرعه على طبل كبير يعرف لدى سكان المنطقة ب "تكركبة" و مرددا لبعض المدائح الدينية التي تحث جمهور الصائمين على الإقتداء بسنة السحور. كما تعطي العائلات الأدرارية أهمية كبيرة في مثل هذه المناسبة الدينية العظيمة للصائمين الجدد من خلال الإحتفاء بهم و دعوتهم لتناول وجبة الفطور في منازل الأقارب و الأحباب تشجيعا لهم على مواصلة هذه الشعيرة الدينية و تعريفا لمن لم يبلغوا بعد السن الذي يفرض عليهم فيه الصوم بمدى قداسة هذا الشهر العظيم.