تنهي القوات الأمريكية يوم غد الثلاثاء مهامها القتالية في العراق بعد مرور سبع سنوات من الغزو على أن تبقى قوة انتقالية خلال الأشهر المقبلة للقيام بمهام تدريبية للقوات العراقية لتنسحب بالكامل بحلول نهاية عام 2011 وفقا للاستراتيجية التي وضعتها الإدارة الأمريكية. وقبل ثلاثة أيام من الموعد المحدد لإنهاء المهمة القتالية الأمريكية في العراق قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما أن يوم الثلاثاء سيكون "تاريخا فاصلا" لانتهاء سبع سنوات من المهام القتالية للقوات الأمريكية في العراق في خطوة مهمة نحو "إنهاء مسؤول" للحرب في العراق. وأضاف أوباما أنه عندما ترشح للبيت الأبيض وعد بإنهاء هذه الحرب وأنه كرئيس يعمل لإنجاز هذا الهدف مشيرا إلى أنه تم سحب 90 ألف جندي أمريكي من العراق منذ توليه مهام منصبه وأن القوات الباقية ستستمر خلال الشهور المقبلة في مساعدة وتدريب الجيش العراقي إضافة إلى حماية الجهود المدنية والعسكرية الأمريكية. وأكد الرئيس الأمريكي "أن الحرب انتهت وأن العراق مثله مثل أي دولة مستقلة ذات سيادة له الحرية في اختيار الطريق الذي يسلكه وأنه بنهاية العام المقبل ستستكمل عودة كل القوات". وبإعلان الانسحاب ينفذ الرئيس الأمريكي أحد التزاماته التي كان قد وعد بها خلال الحملة الانتخابية الرئاسية عام 2008 والمتمثلة في إعادة القسم الأكبر من القوات المقاتلة بعد مرور ستة عشر شهرا من توليه مهامه. وترى الإدارة الأمريكية أن العراقيين قادورن على تسلم مسؤولياتهم الأمنية وهي النقطة التي يتوقع أن يركز عليها الرئيس أوباما مجددا في كلمته الموجهة إلى الشعب الأمريكي غدا الثلاثاء. وستتحول المهام الأمنية كاملة إلى قوات الأمن العراقية إلا أن ست فرق أمريكية ستبقى وتحمل اسم "فرق الإرشاد والمعاونة" وستكون مهمتها محصورة في التدريب والإسناد للقوات العراقية دون أن تشترك في أية عملية عسكرية. وكان الجنرال ريموند أوديرنو القائد الأعلى للقوات الأمريكية في العراق قد شدد مؤخرا على أهمية هذا اليوم قائلا "نحن نواصل تقدمنا نحو إعطاء المسؤولية الكاملة لقوات الأمن العراقية حيث واصلت هذه القوات تأدية وظيفتها على مدار الوقت ولم تتأثر بتأخر تشكيل الحكومة". و على الصعيد نفسه أكد رئيس أركان الجيش العراقي الفريق بابكر زيباري أن ملف الأمن البري أصبح بين يدي العراقيين بالكامل ما عدا النقاط الحدودية التي تشارك القوات الأمريكية في حمايتها من خلال تقديم المشورة والمعونة لكن ملفي القوتين الجوية والبحرية مازلا بيد الامريكيين وأن الجيش العراقي سيتسلم هذين الملفين خلال عدة مراحل تستمر حتى عام 2020 . من جهته أوضح قائد القوات البرية العراقية الفريق الركن علي غيدان أن قواته ستكون جاهزة بعد سبتمبر القادم لاستلام الملف الأمني بالكامل من القوات الأمريكية وذلك بنقل كافة المواقع التي كان يستخدمها الجيش الأمريكي إلى الجيش العراقي مشيرا لوجود خطة مشتركة بين قوات الجيش العراقي وقوات الشركة الاتحادية داخل المدن بعد الانسحاب الأمريكي لتوفير الاستقرار الأمني للمواطنين. ويتزامن انسحاب القوات الأمريكية من العراق مع تردي الأوضاع الأمنية هناك ففي الشهر الماضي فقط بلغ عدد ضحايا أعمال العنف 2097 شخصا منهم عدد كبير من المدنيين الذين سقطوا بسبب انفجارات العبوات الناسفة والمفخخة والقنابل. و استنادا لتقرير بثه "مرصد الحقوق والحريات الدستورية في العراق" بداية الشهر الحالي فإن أعداد الجثث مجهولة الهوية بلغت نحو 68 جثة أما المصابون فقد بلغ عددهم 1570 شخصا وبلغ عدد المعتقلين في مختلف محافظات العراق 1818 معتقلا. وتزامن ارتفاع وتيرة أعمال العنف في العراق مع استمرار الأزمة السياسية واخفاق الكتل السياسة في تشكيل الحكومة رغم مرور قرابة ستة أشهر على انتهاء الانتخابات البرلمانية. وللتذكير فإن الغزو الأمريكي للعراق بدأ في العشرين من مارس عام 2003 من قوات الائتلاف بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية حيث شكلت القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية 98 بالمئة من هذا الائتلاف بعد أن حشدت الدولتان مايقرب من 300 ألف مقاتل إضافة إلى أعداد تقدر بحوالي 5500 جندي من كوريا الجنوبية واستراليا والدانمارك وبولونيا.