جرى الدخول المدرسي 2010-2011 عبر مختلف المؤسسات التعليمية لولاية الجزائر العاصمة في أجواء عادية ميزتها فرحة التلاميذ بالالتحاق بمقاعد الدراسة بعد العطلة الصيفية خاصة منهم الذين يدخلون عالم الدراسة لأول مرة. وحسب ما تقتضيه العادة في مثل هذا اليوم الموعود، فقد دبت الحركة في البيوت و الشوارع منذ الصباح الباكر استعدادا لأول يوم من السنة الدراسية الجديدة التي يأمل الجميع في أن تجري في ظروف حسنة وأن تكلل بالنجاح لكل التلاميذ. وفي هذا المجال، أكدت السيدة فاطمة التي رافقت ابنتها نور الهدى الى مدرسة محمد شكير بأولا فايت بأن أملها كبير في أن تتمكن فلذة كبدها من مسايرة الدراسة في هذه المؤسسة بعد أن أجبرتها ظروف السكن في الاستقرار بهذه البلدية الواقعة غرب العاصمة. وبشيء من الخوف والترقب، تخرج إحدى الأمهات من سيارتها وهي تحمل ابنها الصغير يوسف إلى مدرسة خاصة باولاد فايت حيث يوجد ضمن قائمة المسجلين بالقسم التحضيري لهذه المؤسسة التي تضمن لحد الآن التعليم الابتدائي فقط. تقول السيدة آمال أنها لم تتوقع أبدا في أن ترى ابنها يبكي وهو يجلس في مكانه بالقسم لأنه كما ذكرت، متعود منذ الصغر على الروضة. تتدخل مديرة المدرسة لتطمئن هذه السيدة وجميع الأولياء الذين رافقوا أبناءهم إلى هذه المدرسة قائلة:" كونوا على يقين بأننا سنبذل قصارى جهودنا للتكفل جيدا بهؤلاء البراعم لأن مسؤوليتنا كبيرة في تعليمهم بما ينفعهم في مستقبلهم". وبمدرسة سيدي يحيى الأولى كانت الفرحة بادية على وجوه التلاميذ وهم يدخلون مدرستهم حيث كان الجميع خاصة منهم البنات يتباهى بألبسة العيد وبما تمكن من جمعه من نقود في هذه المناسبة السعيدة. نفس الأجواء السعيدة عاشتها مدرسة الطيب حركات ببئر مراد رايس التي خصصت استقبالا متميزا لتلاميذ المرحلة التحضيرية بعد أن استمع ووقف الجميع للنشيد الوطني والتحق كل فوج بقسمه التعليمي. وبإكمالية الينابيع فقد بدى جليا استعداد مسؤولي المؤسسة وكذا التلاميذ على الرغم من بعض لحظات المرح والضحك التي سادت هناك، للشروع في عام دراسي قوامه الصرامة والتفاني من أجل الحصول على نتائج جيدة في امتحانات نهاية السنة. أجواء أخرى لمسناها بثانوية العافية بالقبة أين التحق التلاميذ بمقاعد الدراسة لتبدأ سنة جديدة من النشاط العلمي والتربوي في هذه المؤسسة التي تعتبر حسب القائمين على قطاع التربية بولاية الجزائر، من أحسن الثانويات لما تحققه في كل مرة من نتائج جيدة في امتحانات شهادة البكالوريا. "لقد عمدت جاهدا الى تحويل ابني محمد الذي يدرس في السنة الثانية ثانوي الى هذه المؤسسة نظرا لمستواها الجيد ولصرامة ادارتها في تسييرها بيداغوجيا" يؤكد السيد سيدي علي الذي حث عددا من التلاميذ عند مدخل الثانوية الى استغلال "نعمة" التعلم المتوفرة لديهم والتسلح بالتالي بسلاح العلم والمعرفة لمواجهة ما يخفيه المستقبل. أما بثانوية البجاوي بالمدنية فقد اقتربنا هذه المرة من عدد من الاساتذة الذين عبروا عن أملهم الكبير في أن "تمر السنة الدراسية الجديدة بامان ودون اضرابات". وفي هذا الصدد تأسفت احدى الأستاذات لما مر به قطاع التربية في السنوات الأخيرة جراء الاضرابات المتكررة والتي تسببت --كما أكدت-- في اضطراب التلاميذ وحتى الأساتذة. وفي نفس الموضوع دعت أستاذة أخرى الجهات المعنية الى التعامل بكل صرامة مع المتسببين في هذه الاضرابات مؤكدة بأن السبيل في تحسين وضعية الأستاذة "ليس بهذه الطريقة وبأنه من غير المعقول في أي حال من الاحوال التلاعب بمستقبل أبنائنا". يذكر أن 8.176.700 تلميذ موزعون على أطوار التعليم الثلاثة قد التحقوا اليوم بمقاعد الدراسة لحساب الموسم الدراسي 2010-2011 حيث بلغ عددهم في الطور الإبتدائي 3.848.000 تلميذ و 3.097.000 بالنسبة للطور المتوسط فيما سجل الطور الثانوي 1.231.000 متمدرس. ويشرف على تأطير هؤلاء 377.980 مؤطر بيداغوجي و 219.035 مؤطر إداري بحيث تمثل النساء الغالبية في سلك التعليم و هو مؤشر ما فتئ يتأكد السنة تلو الأخرى. و بلغ عدد المنشآت البيداغوجية التي تتوفر عليها حظيرة قطاع التربية 17.952 إبتدائية و 4.961 إكمالية و1.852 ثانوية و هي إنجازات تدعمت هذا الموسم بإنشاء 3.100 حجرة جديدة في الطور الأول و196 إكمالية جديدة إضافة إلى 123 ثانوية جديدة ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للمقاعد البيداغوجية إلى 271.400 مقعد.