تمثل الصحة الذهنية مشكلا حقيقيا بالمغرب حيث يسجل عدد كبير من الأشخاص الذين يعانون نفسيا إضافة إلى نقص الهياكل القاعدية الخاصة بالإمراض العقلية من أجل استقبال المرضى و كذا الموارد البشرية (من أطباء و ممرضين و موظفي قطاع الصحة) حسبما علم بالرباط. و قد كشف تحقيق لوزارة الصحة المغربية بمناسبة اليوم العالمي للصحة العقلية (10 أكتوبر) و نشر بالصحافة أن 41 بالمئة من المغربيين يعانون من اضطراب عقلي ضعيف أو متوسط أو خطير مشيرا إلى أن فقط 116 مختص في الأمراض العقلية ينشطون بالمغرب أي ما يعادل طبيب واحد لكل 000 127 مريض محتمل. و بخصوص الموارد البشرية في مجال الصحة العقلية أشار التحقيق إلى توفر فقط على 30 طبيب مختص في الصحة العقلية و 14 في المجال النفسي و طبيبين عامين فقط. و فيما يتعلق بالمنشات القاعدية المختصة كشف التحقيق وجود فقط 25 هيكل استشفائي مختص في الصحة الذهنية (المستشفيات و المصالح) و 80 وحدة في مجال الفحص المتنقل و 5 مراكز أخرى طبية-نفسية موجهة للأطفال و المراهقين. كما أشارت نتائج التحقيق الى توفر فقط 1910 سرير مخصص للصحة الذهنية أي ما يعادل سرير واحد لحوالي 7700 مريض محتمل. و في غياب المنشات القاعدية الطبية و كذا الإمكانيات يتكفل الآباء أنفسهم في بعض الأحيان بأطفالهم المرضى علما أن هناك من الآباء من أجبروا على ترك العمل بغية التكفل بأطفالهم. و قد وصفت الميزانية المخصصة للصحة العقلية بالمغرب بالضعيفة جدا حسب المختصين. و بالفعل لم تخصص وزارة الصحة المغربية إلا في سنة 2008 نسبة 1 بالمئة من ميزانيتها أي عشر مرات أقل من المستوى الذي حددته منظمة الصحة العالمية. و لمناقشة هذه الوضعية نظمت الجمعية المغربية لدعم و مساندة عائلات الأشخاص المصابين باضطرابات عقلية يوما إعلاميا لتحسيس الجمهور الواسع و السلطات حول أهمية التكفل الأفضل بالصحة العقلية بالمغرب. و يتمثل برنامج هذه المنظمة غير الحكومية في تحسين نمط حياة الأشخاص المصابين بهذا المرض و تقديم الدعم لعائلات هذه الفئة من المجتمع و تشجيع وضع منشات قاعدية إضافة إلى مرافقة مكيفة و مستديمة.