أكد عمار تو وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أمس، أن وزارته قد أودعت مشروع قانون لدى الأمانة العامة للحكومة يتضمن منع التدخين في الأماكن العمومية، حيث كشف بأن المشروع قد تضمن إجراءات صارمة للحد من الظاهرة بما في ذلك عقوبات وغرامات في حق كل من يخالف إجراءات هذا القانون. أعلن وزير الصحة من ولاية الوادي بأن التدخين سيكون ممنوعا في الأماكن العمومية من مطاعم ومقاهي بالإضافة إلى داخل العربات المخصصة للأطفال كما هو معمول به في بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا التي تطبق أحكام قانون مشابه منذ جانفي 2008، كما بنص ذات القانون على تسليط عقوبات وغرامات على المخالفين والممتنعين عن التطبيق في خطوة تهدف إلى اللحاق بركب الدول المتقدمة في مجال الصحة والوقاية. وعلى صعيد آخر أكد وزير الصحة خلال معاينته للعيادة متعددة الخدمات بمنطقة الطالب العربي الحدودية القريبة من القرى والأرياف التونسية ضرورة فتح هذا الهيكل الصحي حتى أمام المرضى القادمين من تونس، وقد عرفت العيادة ترميما وتجديد ا كلفت الخزينة العمومية حوالي 22 مليارا، وأكد الوزير أنه بحكم أن العيادة تقع في منطقة حدودية وقريبة جدا من قرى تونسية محاذية فهي مفتوحة أيضا أمام التونسيين خاصة وأن المنطقة تعرف عجزا في التغطية الصحية بحسب تعبيره. واعترف وزير الصحة بأن المرافق الصحية التونسية تتوفر على أفضل نسبة تغطية في المنطقة المغاربية باعتبار أن 96 بالمئة من حالات الولادة تتم في المستشفيات بينما النسبة ذاتها لا تزيد عن 86 بالمئة في المغرب. وفي سياق متصل أوضح عمار تو أن انجاز وتجهيز عيادة الطالب العربي الجوارية يدخل ضمن برنامج الحكومة الخاص بالقضاء على الفوارق الجهوية في قطاع الصحة وذلك بإعداد برامج عملية وعاجلة تمس كل المستشفيات والعيادات الصحية حيث يتضمن البرنامج استحداث 311 عيادة متعددة العلاجات و122 مستشفى و222 هيكل مختلف الخدمات الصحية والتي ستشملها زيارات ميدانية لأطباء أخصائيين في كل أنحاء البلاد الذين يأتون تباعا إلى المناطق التي تفتقر إلى هذا النوع من الاختصاص، كما ألح على تنظيم قوافل طبية متنقلة تجوب المناطق النائية. وبالمناسبة كد الوزير أن وزارته لن تقبل اعتماد أي قاعة علاج التي تنجز من قبل الجماعات المحلية في حالة ما إذ لم يوفر فيها على الأقل سكنيين وظيفيين لكل من الطبيب والممرض. وفي أثناء تفقده لأقسام المستشفى قدم عدد من الشباب البطالين في بلدية الطالب العربي النائية شكوى لوزير الصحة تكشف عن تشغيل عدد من العمال الذين لا تحتاج وظائفهم إلى مؤهلات علمية عليا من خارج المنطقة في حين يعاني عدد كبير من شباب البلدية من البطالة.، وقد وعدهم الوزير بدراسة هذه الوضعية ومحاولة إدراجها ضمن البرنامج العام للتوظيف الخاص بقطاع الصحة والقاضي بتوظيف 5300 طبيب عام خلال هذه السنة على المستوى الوطني منهم 106 طبيب على مستوى ولاية الوادي، كما سيتم توظيف 6000 ممرض في اختصاص الشبه طبي منهم 61 ممرض في ولاية الوادي. وبعد ذلك تفقد الوزير مستشفى بن عمر الجيلاني المركزي في مدينة الوادي وعاين مصلحة طب العيون التي استفادت من عتاد متطور للكشف عن أمراض العيون الذي يسجل أعلى معدلاته بالوادي ومنها الرمد الحبيبي الذي يصيب أكثر من 20 في المئة من سكان الوادي. وعبر الوزير عن غضبه وأسفه من عدم انطلاق الأشغال في مشروع المركز الجهوي لمعالجة الإدمان من آفة المخدرات إلى حد اليوم، وأمر المسؤولين على قطاع الصحة في الوادي بتسريع وتيرة الإجراءات ومن ثمة الشروع في الأشغال حالا لانجاز هذا المركز الذي من المقرر أن يسمح بالتقليل من أعداد متعاطي المخدرات على المستوى الجهوي. وكان عدد من المعنيين بالقطاع الصحي بالوادي قد وضعوا الوزير في الحالة المتردية أيضا التي تعرفها عديد الهياكل والمرافق الصحية بالوادي وضعف التجهيز الطبي مثل تعطل جهاز السكانير وتأخر استلام 12 سيارة إسعاف والغلق المفاجئ لمصلحة الأمراض العقلية وغياب مصالح استعجالية متخصصة في الحروق وغيرها من المسائل الأخرى التي كانت على الدوام محل غضب واستياء السكان. واختتم الوزير زيارته للوادي بعقد جلسة عمل مع مدراء الصحة والمؤسسات الصحية بالجنوب الشرقي في لقاء تم خلاله تقديم عرض مفصل عن خريطة طريق لقطاع الصحة إلى آفاق سنة 2025 تهدف إلى التحسين في الخدمات لتحقيق أهداف اجتماعية واسعة .