يخوض الفنان التشكيلي طالب محمود بريشتة السخية تجربته الجديدة المعتمدة على تقنية مزج النحت مع فن الرسم ودراسات أشكال اللوحات في التجريد وفن الخط العربي يمكن للجمهور الوهراني الاطلاع على ملامحها من خلال معرض يحتضنه المتحف الوطني "أحمد زبانة". واستطاع هذا الرسام المحترف الذي يعرض زهاء 30 لوحة منذ بداية هذا الأسبوع أن يخلق مدرسة خاصة به يتميز بها لاسيما في فن الخط العربي والتجريد وذلك باستعمال تلك التقنية التى تشد انتباه الزائر الذي يقف متأملا في جماليات هذه اللوحات والمواضيع والأفكار التي يريد أن يعالجها بريشته التي تنثر الإبداع على جدران المتحف. ويقول الفنان الذي تمرس في الفن التشكيلي وأخذ على عاتقه المضي قدما نحو التطور والتجديد معتمدا في ذلك الغوص في البحوث لتعزيز إبداعاته أنه "دائما يبحث عن الجديد للارتقاء بالفن التشكيلي بالجزائر لاسيما فن الخط العربي والتجريد مستلهما مواضيعه من الواقع والتراث الجزائري الأصيل". وبالفعل فإن هذه الأعمال الإبداعية التي ازدانت بها جدران رواق المتحف تعتبر من اللوحات الجديدة التي أنجزها في أواخر سنة 2008 حيث أنها تعكس تجربته الفنية وقدرته على التحكم في تقنية النحت على فن الرسم اللذان يلتقيان مع الألوان في انسجام لامتنا هي معتمدا على خياله الخصب حسبما ذكره أحد الزوار. وما زاد جمال هذه اللوحات استعمال الرسام طالب محمود المادة الصمغية "الرزين" في أغلب لوحاته المعروضة التي تنم عن قدرته في التحكم في هذه المادة التي تضفي عليها مسحة جمالية مع تلك الخطوط التى تعد بمثابة المرشد للبحث عن مجالات جديدة ينمو فيها فن الحروفيات ويزدهر مثلما يتجلى ذلك في لوحته التي نحت عليها قول الله تعالى "واعتصموا بحبل الله ولا تفرقوا" حيث وظف الحس التجريدي مع التركيز على الحركات النحتية العميقة. وأهم ما ميز أعماله في الخط العربي المقدمة في هذا المعروض الذي سيتواصل إلى غاية 25 أكتوبر الجاري اللمسة الصوفية المعبرة بقوة في هذه اللوحات حسبما ذكره أحد هواة هذا النوع من الفنون تعكس مدى حرصه على الارتقاء بهذا الفن من خلال الاستمرار في التجدد والتطلع نحو الأحسن. ومن مشاريع هذا الفنان الذي تابع دراسته القاعدية بوهران وتكون كأستاذ في التربية الفنية سنة 1982 بمعهد التكنولوجي للتربية بنفس الولاية عرض بالجزائر العاصمة لجدارية يبلغ طولها 9 أمتار بمناسبة إحياء غرة نوفمبر المجيدة. وبخصوص هذا العمل يقول الفنان طالب محمود أن هذه الجدارية أصبحت جاهزة للعرض بعد عمل دام 8 أشهر حيث تعبر عن ملحمة الجزائر ومراحل الثورة التحريرية وأهم المحطات التي مرت بها البلاد منذ الاستقلال إلى يومنا هذا. وللإشارة فقد ساهم طالب فى انجاز عدة جداريات ذات الحجم الكبير لحساب الهيئات الإدارية والخواص. كما يعتزم هذا الفنان المشاركة في تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2011" بمجموعة من المنحوتات المجسمة في فن الخط العربي وكذا بأعمال يستعمل فيها الأبيض وبتقنية جديدة امتنع الفنان الإفصاح عنها... واكتفى بابتسامة عريضة. ونظرا لتجربته استطاع هذا الفنان أن يشارك منذ سنة 1983 في العديد من المعارض الفردية والجماعية وفي أبرز التظاهرات الفنية الدولية والوطنية التي احتضنتها الجزائر.