''حروفيات جزائرية بأحسيس صوفية'' تسرد أبجديات لغوية تحاكي الصفاء

تتواصل فعاليات المعرض التشكيلي بالمتحف الوطني للمنمنمات والزخرفة و فن الخط'' بقصر مصطفى باشا بساحة الشهداء بالعاصمة إلى غاية نهاية شهر رمضان الكريم. المعرض الذي نظم تحت عنوان '' حروفيات جزائرية بأحسيس صوفية '' يتشكل من 19 لوحة خطية عليها لمسة دينية ''البسملة'' ،'' لا إله إلا الله'' ''محمد رسول الله'' عناوين من خلالها الرسام طالب محمود عند أحد مرتكزات العالم التشكيلي ، و هو يخوض في تجاربه التشكيلية رغبة في الإرتقاء بجماليات الحرف العربي عبر توظيف حسي تجريدي، تتجلى فيه بناءات حروفية بحركة نحتية لرؤية ذاتية تأخذ أشكالها المرئية في لوحات خطية تعددت أبعادها متأثرة بمكونات عصرية.
وتمتد حروفيات طالب في عمق الكون الخارجي مجسدا الروح الصوفية في التعاطي مع التقنيات التشكيلية الخالقة لأشكال بصرية غيبية لكنها متخيلة في فلسفة تجريدية ، يرى فيها التجريدي الأشياء ، كما لا يراها أحد، و المتخيل في بناءات حروفية ليست من البساطة في الشكل ، فتجربة محمود طالب صاغت أشكالها ومضامينها في مختبرات تشكيلية. و التجربة الصوفية التي ظهرت في أعمال طالب أنتجت مخلوقات تشكيلية تلتقي بأبعادها الحسية في هذا المعرض الغني بأحاسيس عميقة عمق الحرف العربي المزود برؤى جمالية تعمل على تزكية الفعل الذاتي الذي أصبح له وزن وأبجديات لغوية تحاكي الصفاء المنشود، حيث أخذت اللوحات التجريدية تموجات الحرف العربي. وتتميز أعمال طالب بطابع تراثي جذاب صيغت في قالب معاصر تعبق بعطر التجدد والإستمرارية في العملية الإبداعية.