اعتبر العديد من المشاركين في أشغال الملتقى المنظم يوم الاثنين بوهران حول "المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات في المغرب العربي" أن تراجع "الوفاء المهني" بالمؤسسات يعد نتيجة لإهمال هذه الأخيرة لدورها الاجتماعي. وأوضح مدير معهد تنمية الموارد البشرية بوهران محمد بهلول الذي قدم مداخلة في إطار اليوم الثاني والأخير من هذا اللقاء عنوانها "مصطلح المؤسسة: محاولة لوضع أفق حول الموارد البشرية" أن الاستقرار الاجتماعي للمؤسسة شرط لنموها الاقتصادي. وذكر المتدخل في ذات السياق أن رأس المال الأساسي للمؤسسة هو رأسمالها البشري مبينا أن ذلك "يعتبر معيار ومؤشر أساسي يتخذ في ميدان الاقتصاد لقياس وتيرة المؤسسات في خلقها للثروة وتحصيلها للقيم المضافة". وأضاف أن "معظم الاختلالات في التوازنات الاقتصادية التي شهدتها الكثير من المؤسسات في ظل الأزمة المالية الأخيرة تسبب فيها أيضا تراجع الثقة العمالية" مشيرا الى أن "هذه المؤسسات توجهت مباشرة نحو التنازل عن التزاماتها الاجتماعية عوض البحث عن ديناميكية اقتصادية جديدة". ومن جهتها أبرزت الأستاذة هند حاج سليمان من جامعة تلمسان التي قدمت مداخلة تحت عنوان "تصور حول الموارد البشرية كمنهج للحكامة من قبل مسيري المؤسسات الصغيرة والمتوسطة" أن المؤسسات تحتاج لتطبيق جميع استراتيجياتها التنموية الى تعبئة الموارد البشرية لتحقيق أهدافها. وقد "أضحت الهيئات الاستشارية والمكاتب الدولية المتخصصة في تقييم وتقويم المؤسسات تعتمد على أنماط تسيير الموارد البشرية للمؤسسات كأهم المقاييس في منح شهادات المطابقة" تضيف ذات المتدخلة. كما تطرق الأستاذ فريد شوقي من جامعة مراكش (المغرب) إلى التطور الملموس للوعي بأهمية تنمية الموارد البشرية لدى المؤسسات الاقتصادية للقطاع الخاص في المدة الأخيرة وذلك من خلال لجوء العديد منها إلى المناولة في ضمان التكوين المستمر لعمالها واستحداث النظم الاجتماعية لجذب الكفاءات. وللإشارة تم خلال اليوم الثاني من هذا اللقاء دراسة وتحليل نماذج حول "مواثيق لتنمية الموارد البشرية والمسؤولية الاجتماعية لعدد من المؤسسات الاقتصادية ببلدان المغرب العربي". يذكر أن هذا الملتقى الذي بادر اليه مخبر البحث في الاقتصاديات الأورو متوسطية التابع لكلية العلوم الاقتصادية لجامعة وهران بالتعاون مع هيئات أجنبية مختصة قد شهد مشاركة باحثين وخبراء ومتعاملين اقتصاديين من الجزائر وتونس والمغرب واسبانيا وفرنسا.